واعتبر متابعون عبر «اليوم» مسؤولية وقوع هذا الانفجار لا تقع فقط على أصحاب المستودع، الذين تم توقيفهم من جانب شعبة المعلومات، بل تقع أيضًا على الدولة اللبنانية وأحزاب السلطة وفي مقدمتهم حزب الله، الذي أخذ لبنان واللبنانيين رهينة لتنفيذ مشروع إيران في لبنان، فمشهد طريق الجديدة الذي أرعب سكانها واللبنانيين قد يتكرر في أكثر من منطقة أو مدينة، فهو نتيجة طبيعية لتهديد الإنسان بقوته وأسس بقائه على قيّد الحياة.
«حزب الله» مسؤول
ويرى منسق «تجمع من أجل السيادة» المحلل السياسي نوفل ضو، في تصريح لـ«اليوم»، أن «السياسة العامة إما أن تنجح في تلافي هذه الحوادث أو على الأقل تخفف من إمكانية حدوثها، وإما أن تكون السياسات العامة محفّز أو متساهل في إيصال الأمور إلى ما وصلت إليه». ويقول: «بطبيعة الحال الوضع الاقتصادي المتردي وغياب الرقابة وغياب مؤسسات الدولة وانشغال المسؤولين بصراعاتهم وتغييب الحكم الرشيد في لبنان، وكل هذه القضايا تؤدي في النهاية أما المواطنون فيتعمدون بمخالفة القوانين أو يجدون أنفسهم مضطرين لمحاولة الالتفاف على الأزمات أو تخفيف من وطأتها عليهم، من خلال عمليات التخزين ومحاولة استبقاء ارتفاع الأسعار».
وشدد ضو على أن «المسؤولية الأساسية تقع على الدولة اللبنانية، التي تتحمّل مسؤولية حماية الحدود، فحزب الله هو المرتكب ولكن هنالك مرتكبًا أكبر منه هي الدولة اللبنانية، التي إما تسكت أو تتواطؤ»، خاتمًا: «صحيح حزب الله المسؤول المباشر عما آلت إليه الأوضاع في لبنان لكن المسؤولية تتحمّلها مؤسسات الدولة الدستورية بشكل مباشر».
قتلى وجرحى
وقع انفجار مساء يوم الجمعة في منطقة الطريق الجديدة في بيروت، هزّت به العاصمة وهو ناتج عن انفجار خزان محمّل بالمحروقات في مستودع أحد الأبنية، وبحسب المعلومات الأولية التي حصلت عليها «اليوم» أن «سبب الانفجار هو لجوء أصحاب المستودع إلى «تلحيم» خزان جديد لتعبئة الوقود فيه مما أدى إلى انفجار الخزان المحمل بكميات كبيرة جدًا من مادة المحروقات». وفي حصيلة الضحايا، أعلن عن نقل 59 جريحًا أصيبوا في الانفجار وقتل 3 أشخاص كما أصيب 3 أطفال.
ترسيم الحدود
أعطى قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، أمس، التوجيهات لانطلاق عملية التفاوض بهدف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل جنوب البلاد.
وقال بيان صادر عن قيادة الجيش اللبناني أمس إنه إنفاذًا لتوجيهات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، اجتمع قائد الجيش في مكتبه مع الوفد المكلف بملف التفاوض لترسيم الحدود.
وأضاف البيان إنه «خلال الاجتماع أعطى قائد الجيش التوجيهات الأساسية لانطلاق عملية التفاوض بهدف ترسيم الحدود البحرية على أساس الخط، الذي ينطلق من نقطة رأس الناقورة برًا والممتد بحرًا تبعًا لتقنية خط الوسط دون احتساب أي تأثير للجزر الساحلية التابعة لفلسطين المحتلة، وذلك استنادًا إلى دراسة أعدتها قيادة الجيش وفقا للقوانين الدولية».
وفي مطلع الشهر الحالي، أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري عن اتفاق إطار للتفاوض على ترسيم الحدود جنوب لبنان برعاية الأمم المتحدة وتحت رايتها، وبوساطة من الولايات المتحدة الأمريكية.
ورحّب الرئيس اللبناني ميشال عون بالاتفاق وأعلن أنه سوف يتولى المفاوضة وفقًا لأحكام الدستور، بدءًا من تأليف الوفد اللبناني المفاوض ومواكبة مراحل التفاوض.
