DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

«حزب الله» في العراق.. أسسه سليماني وينفذ أوامر خامئي

يروج لفكرة ولاية الفقيه وهو الأخطر على مستقبل البلاد والمنطقة

«حزب الله» في العراق.. أسسه سليماني وينفذ أوامر خامئي
منذ تأسيسها الميليشيات العراقية بدأت تقضم الدولة العراقية برعاية إيرانية وكانت مناسبة الحرب على تنظيم داعش قبل ست سنوات لتنطلق هذه الميليشيات في كل مكان وبدعم من قوى سياسية ودينية عراقية وتفرض سيطرتها على مساحات واسعة من العراق بدعم من الإرهابي قاسم سليماني الذي قتلته القوات الأمريكية، وبحسب تقرير نشره موقع «وور أون ذي روك» للكاتب حمدي مالك بعنوان «التهديد المتنامي من وكيل إيران المفضل في العراق» المقصود حزب الله العراقي الذي يمارس دورا هو الأخطر بين الميليشيات التي تقاد من إيران، وتعمل لتنفيذ أجندتها.
ويقول التقرير «شارك هذا الفصيل في أنشطة لا تعد ولا تحصى لحماية وتوسيع نفوذ إيران في العراق والمنطقة. وساعد في قمع الاحتجاجات العراقية والتي اتخذت منحى ضد إيران».
ويضيف التقرير إن نفوذ هذه الجماعات توسع بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وأصبحت هذه الميليشيات الوكيل الأكثر موثوقية لإيران لتعزيز طموحاتها في العراق، كما في لبنان حيث يلعب حزب الله هذا الدور. وفي اليمن الحوثيون يساعدون إيران على توسيع نفوذها.
ظروف تأسيس
ويتحدث التقرير حول معلومات مثيرة عن الهيكل التنظيمي لـ «كتائب حزب الله» في العراق، وظروف تأسيس هذا الفصيل المسلح على يد الإرهابي قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني. وسلط التقرير الضوء على مدى قوة الجماعة، بالإضافة إلى حقيقة التسميات التي تطلق على قادة الفصيل البارزين من أمثال «الخال والشايب والمعلم».
ويقول التقرير إن «كتائب حزب الله أصبحت الوكيل الإيراني الأكثر خطورة في العراق، فقد شارك في أنشطة لا تعد ولا تحصى لحماية وتوسيع نفوذ طهران في العراق والمنطقة، وساعدت في قمع حركة احتجاج عراقية وطنية مناهضة لإيران واستخدمت الأراضي العراقية لشن هجمات على دولة مجاورة وقام علانية بترهيب وتهديد الحكومة».
وأوضح التقرير، أن «نفوذ هذه الميليشيا توسع بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وأصبحت الوكيل الأكثر موثوقية لإيران لتعزيز طموحاتها في العراق».
مشيرا إلى العديد من الميليشيات المدعومة من إيران التي تقوم مرارا وتكرارا بعصيان أوامر رئيس الحكومة، لكن كتائب حزب الله كانت الأكثر تكرارا لهذا الأمر، وهذا ما أدى إلى تآكل سلطة الدولة العراقية، على الرغم من خضوعها شكليا لمكتب القائد العام كجزء من قوات الحشد الشعبي.
سليماني المؤسس
ويقول التقرير إنه في ذروة حملة طهران ضد القوات الأمريكية في العراق عام 2007، توصل قاسم سليماني، إلى نتيجة مفادها أن هناك حاجة لتشكيل جماعة أكثر مرونة من أجل إلحاق أقصى الضرر بالقوات الأمريكية. وقرر سليماني الذي قتل في غارة أمريكية، أنه بحاجة إلى نخبة جديدة أفضل تدريبا وتجهيزا، وتخضع لسيطرة إيران بشكل كامل للتصعيد ضد الجيش الأمريكي. ويوضح التقرير أن سليماني جمع، بمساعدة عدد قليل من قادة الفصائل العراقية واللبنانية (بما في ذلك أبو مهدي المهندس) خمس جماعات أصغر لتشكيل كتائب حزب الله، أطلق عليها الكاتب اسم الفيلق السري.
تمثلت تلك الجماعات، وفق الكاتب، بلواء أبو الفضل العباس وكتائب كربلاء وكتائب زيد بن علي وكتائب علي الأكبر وكتائب السجاد وانضوت تحت راية واحدة وتلقوا أسلحة إيرانية متطورة وتدريبات مكثفة من قادة حزب الله اللبناني.
عماد مغنية
ويقول التقرير إنه منذ نشأتها، حافظت كتائب حزب الله العراقية على علاقات وثيقة مع حزب الله اللبناني وقادته، ومن أبرزهم عماد مغنية الذي لعب دورا رئيسيا في تشكيل الجماعة العراقية. ونمت كتائب حزب الله من مجموعة نخبوية صغيرة من بضع مئات من المقاتلين إلى واحدة من أكثر الفصائل العراقية قدرة، حيث تشير التقديرات إلى أن لديها حاليا ما مجموعه 10 آلاف مقاتل، معظمهم داخل العراق وبعضهم في سوريا. ويوضح كاتب التقرير، أن أنشطة كتائب حزب الله لا تقتصر على العمليات العسكرية والأمنية، إذ تدير الجماعة المتشددة منافذ إعلامية ولديها مراكز ثقافية وأنشأت مراكز بحثية.
وأشار الكاتب إلى نفوذ كتائب حزب الله داخل هيئة الحشد الشعبي، حيث تتلقى معاملة خاصة مستغلة منصب أحد أبرز مؤسسيها المتمثل بأبو مهدي المهندس عندما كان يشغل منصب نائب رئيس الحشد قبل مقتله رفقة سليماني. وبعد وفاة المهندس، أصرت كتائب حزب الله على أن يتم شغل منصبه من قبل قائد آخر في كتائب حزب الله، على الرغم من معارضة مجموعات مختلفة داخل قوات الحشد الشعبي، لكن الجماعة فرضت المدعو «أبو فدك المحمداوي» أحد كبار قادتها، لتولي منصب رئيس أركان قوات الحشد الشعبي بالإنابة في فبراير الماضي.
قدرات استخباراتية
وتسيطر كتائب حزب الله على إدارات مهمة داخل قوات الحشد الشعبي، من أبرزها إدارة الأمن، التي تتطور بسرعة وتتحول إلى قوة شؤون داخلية متنفذة ذات قدرات استخباراتية ولديها قوات خاصة بها، ويشير الكاتب إلى أن الكتائب تسيطر أيضا على إدارة الصواريخ داخل هيئة الحشد، وهذا مهم بشكل خاص، لأن إيران أرسلت صواريخ باليستية إلى كتائب حزب الله وتعمل على نقل تكنولوجيا الصواريخ إلى الجماعة، وهو امتياز لم يمنح للجماعات الأخرى الموالية لإيران في العراق.
ويوضح التقرير أنه لتعزيز خططها دون أي تدقيق من الحكومة، قامت كتائب حزب الله بتحويل منطقة استراتيجية جنوب بغداد تسمى جرف الصخر إلى منطقة محظورة، بعد أن كانت مأهولة بالسكان العرب السنة حتى عام 2014، لكن بعد تحريرها من قبضة تنظيم داعش، منعت كتائب حزب الله سكانها من العودة. ولا يسمح لأي قوة عراقية أخرى بدخول جرف الصخر، وتعتبر حاليا ملاذا لأنشطة كتائب حزب الله، بما في ذلك تطوير الصواريخ، حيث لم تذهب أي جماعة مدعومة من إيران إلى هذا الحد في انتهاك سيادة الدولة كما تفعل هذه الكتائب.
تسلسل هرمي
وتبنت كتائب حزب الله تسلسلا هرميا فريدا لضمان أقصى درجات السرية حول أنشطتها، وأن أعضاء سابقين في كتائب حزب الله أخبروه أن الجماعة المسلحة تقسم مقاتليها إلى فئتين رئيسيتين يطلق على أعضاء الفئة الأولى اسم (الأجسام)، وهم المقاتلون الذين تم اختبارهم واكتسبوا ثقة قادتهم، أما أعضاء الفئة الثانية، التي تتكون من غالبية المقاتلين فتسمى (الأرقام) وهم من الذين يطلعون على القليل من المعلومات حول أنشطة كتائب حزب الله وتسلسلها القيادي، لدرجة أنهم في بعض الأحيان لا يعرفون حتى الأسماء الحقيقية لقادتهم المباشرين، ويعرفون فقط بدلاً من ذلك أسماءهم المستعارة.
منصب الخال
كما أنشأت كتائب حزب الله نظاما داخليا خاصا لأعضائها، فالأجسام لديهم مرشدون خاصون بهم يطلق عليه اسم (المعلمون)، وهم ليسوا مجرد قادة عسكريين، فمن خلال أنشطتهم الجهادية، يُفترض أنهم اكتسبوا حكمة فريدة يمنحونها بدورهم للمتدربين، والمنصب الآخر الذي يحمل اسما مستعارا في التسلسل الهرمي لكتائب حزب الله هو «الخال»، وينقل الكاتب عن مصادر داخل الحشد الشعبي قولهم إن هذا الاسم المستعار مخصص لعدد قليل القادة رفيعي المستوى.
لقب الشايب
وينقل الكاتب عن آخرين قولهم إن الشخص الوحيد الذي يتمتع بهذا الاسم هو أبو فدك، أما المهندس فيلقب بـ «الشايب» ويرى المقال أن استقطاب الشباب لقضيتها يعتبر أولوية لكتائب حزب الله، حيث لم يقتصر الأمر على قيامهم بتأسيس جمعية كشافة الإمام الحسين للقيام بأنشطة اجتماعية وسياسية مختلفة وتجنيد «هيئات» موالية وجديرة بالثقة في المستقبل، بل قاموا بتجنيد الشباب للتجسس على القوات الأمريكية.
صابرين نيوز
وتعتبر «صابرين نيوز» وهي قناة إخبارية على منصة تليغرام تابعة لكتائب حزب الله كانت قد طلبت من العراقيين الانضمام إلى «خلية الظل» التابعة لكتيبة حزب الله. الرسالة التي نشرت في 21 أغسطس وتمت إزالتها لاحقا طلبت من العراقيين إرسال صور أو مقاطع فيديو أو معلومات عن كل تحركات القوات الأمريكية، وكانت هذه مهمة «خلية الظل». وتعمل كتائب حزب الله جاهدة لتشكيل رأي عام يخدم مصالحها، ولتحقيق هذا الهدف، أنشأت مجموعة متنوعة من المنافذ الإخبارية.
وسائل إعلام
وتمتلك الكتائب قنوات فضائية وراديو وصحفا ووكالات أنباء وقنوات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي. كما أنشأت الجماعة المتشددة عدة مراكز ثقافية، بشكل رئيسي في بغداد، وأيضا في المدن ذات الأغلبية الشيعية في الجنوب، للنساء وطلاب الجامعات والأكاديميين وعائلات مقاتلي كتائب حزب الله الذين فقدوا حياتهم في المعارك.
ويقول الكاتب إن «الترويج لفكرة ولاية الفقيه، هو أحد المجالات الرئيسية التي تركز عليها المؤسسات المرتبطة بكتائب حزب الله»، مضيفاً إن مشكلة كتائب حزب الله هي أن كبار مراجع الدين الشيعة في النجف، لا يؤمنون بهذه العقيدة، ويتابع الكاتب، «أدركت كتائب حزب الله والجماعات المشابهة المدعومة من إيران أن هذا يمثل مشكلة رئيسية لدفع خطط إيران في العراق وخارجه، ولذلك تعمل مؤسساتهم على نشر فكرة ولاية الفقيه».
ويبين التقرير أنه من الفروق الرئيسية بين أيديولوجية ولاية الفقيه ومدرسة النجف أن الأولى لها أطماع عالمية، ولهذا سارعت الميليشيات العراقية الموالية لإيران، ومنها كتائب حزب الله، للدفاع عن نظام بشار الأسد تحت قيادة فيلق القدس بعد اندلاع الحرب الأهلية السورية في عام 2011، فيما عارض علي السيستاني إرسال مقاتلين إلى سوريا للقتال إلى جانب نظام الأسد.
ولاية الفقيه
ويرى الكاتب، أن كتائب حزب الله والجماعات المماثلة تحتاج إلى نشر ولاية الفقيه من أجل الحفاظ على مستقبلها في العراق وتوسيع نفوذها في المنطقة، وأن هذه الكتائب أبدت استعدادها للقيام بدور أكبر في مغامرات إيران الإقليمية. وتتجنب معظم الجماعات الموالية لإيران في العراق تبني مثل هذه الاستراتيجية. ويقول التقرير «يبدو أن السبب وراء عدم اتخاذ رئيس الوزراء العراقي إجراءات حاسمة ضد كتائب حزب الله هو الخوف من مزيد من زعزعة الاستقرار في البلاد، فيما يتوقع أن تتجه البلاد إلى الفوضى بهذه الوتيرة والمسار الذي تتبعه كتائب حزب الله».
ويوضح التقرير أن «عدداً من السياسيين الشيعة العراقيين يعتقدون أنه إذا فشلت الحكومة في إخضاع الجماعات شبه العسكرية لسيطرة الدولة العراقية، فإن البلاد ستشهد حربا أهلية أخرى، هذه المرة بين الشيعة أنفسهم، ومن أجل تجنب هذا السيناريو القاتم، تحتاج الحكومة إلى البدء في الحد من نفوذ كتائب حزب الله في قوات الحشد الشعبي»، مشيراً إلى أن «الوحدات الموالية للسيستاني عبرت بوضوح عن استيائها من الهيمنة الإيرانية داخل قوات الحشد الشعبي، وهذه الهيمنة يتم تسهيلها بشكل أساسي من قبل كتائب حزب الله».
تسهيل الانشقاقات
وأعلنت هذه الوحدات انشقاقها عن الحشد الشعبي واستعدادهم لتسهيل المزيد من الانشقاقات، وهذا هو أكثر ما تخشاه الفصائل الموالية لإيران، ويرى الكاتب أن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي يحتاج إلى الاستفادة من التهديد المتمثل في زيادة الانشقاقات لتنويع تسلسل قيادة قوات الحشد الشعبي من خلال تعيين قادة أكثر وطنية.
والحد من الأنشطة الاقتصادية لكتائب حزب الله التي تعمل على زيادة وتنويع مصادر إيراداتها من خلال اختراق مختلف القطاعات الاقتصادية، مثل البناء والزراعة والنفط ومن خلال الانخراط في تجارة غير مشروعة عبر الحدود مع سوريا والابتزاز واستغلال مزاد العملة سيئ السمعة للبنك المركزي.
واتخذ الكاظمي بعض الخطوات للحد من الفساد عند المنافذ الحدودية لحرمان جماعات مثل كتائب حزب الله من عائداتها غير القانونية، ولكن هذه الخطوة لم تحقق الكثير بعد، وفقا للكاتب. ويضيف إن حرمان كتائب حزب الله من ملاذاتها هو أيضا مفتاح لتقليص قبضة الجماعة على البلاد، فهي تحرص على منع وصول الحكومة العراقية إلى مناطق في بغداد، وجرف الصخر والحدود العراقية السورية.
قوة موازية
وبحسب الكاتب يجب أن ينتهي كل هذا وإلا فإن كتائب حزب الله ستكون قادرة على استخدام هذه المناطق لمواصلة بناء قوة موازية يمكنها أن تتحدى بشكل كبير قوات الأمن العراقية وتجر العراق إلى مزيد من الصراعات الإقليمية المدمرة. ويرجح الكاتب، أن تقاوم كتائب حزب الله هذه التحركات وتلجأ إلى العنف من أجل حماية مصالحها، ولكن إذا تم إجراؤها بعناية ومناقشة الأمر مع جميع اللاعبين الرئيسيين، فيمكن تخفيف الضرر.
ويقول التقرير إن الكاظمي يحتاج إلى التشاور ليس فقط مع الشركاء السنة والأكراد والتحالف الدولي ضد داعش، ولكن الأهم من ذلك الفصائل الشيعية، بما في ذلك تلك الموالية للسيستاني، متوقعاً أن تدعم مجموعة من القوى السياسية والجماعات شبه العسكرية الشيعية الحكومة في جهودها لبسط سلطتها، خاصة إذا تم تنفيذها خطوة بخطوة، والبدء بالوسائل السلمية.