تريد من الأبناء أن يسيروا على ما سار عليه الآباء، فيحافظون على نخيلهم من كل ما يؤذيها، سواء الزحف العمراني العشوائي الذي يستبدل الأخضر باليابس، أو نظافة الواحات من المخلفات التي تقتل كل جميل، وهذا يحتاج إلى وعي وتعاون وعقوبات لا تستثني قاتلاً، فمن يدمر أرضه هو قاتل.
كما أن نخلة الأحساء تريد دعماً حكومياً يبقيها حية ومعطاءة، وقد قرأت تصريحات جميلة لمديري الإدارات الحكومية في الأحساء والمنطقة الشرقية، نتمنى أن تكون واقعاً، فالتنظير لأهل التنظير، والعمل لكل من تولى مسؤولية تنفيذية، ومن ذلك إقامة مشروعات حيوية تحفظ النخلة وتزيد أعدادها وتسوّق إنتاجها، وقضية التسويق قضية مهمة جداً، حيث يصل إنتاج النخيل الحساوي بما فيه الخلاص المحبوب إلى 120 ألف طن، وهو إنتاج كبير وسيزداد إذا وجد التسويق المناسب.
كنت قد كتبت قبل 8 سنوات: لست حساوياً، ولا أقول (الحسا)، ولم أزر الأحساء إلا مرة أو مرتين وعلى عجالة، ولكن تظل الأحساء راسخة الأقدام على خارطة الوطن بأصالتها وتاريخها ونجاح رجالها، ولو كان الأمر لي لألزمت كل مسؤول قبل أن يتولى منصبه أن يلتحق بدورة تدريبية تبيّن له مكانة البلد الذي تم تعيينه فيه، حتى يعرف لأهل الفضل فضلهم وينزل مكان عمله منزلته، فلكل جزء من بلادنا تاريخ تميّز وقصة نجاح.
ومسؤولو الأحساء ذات التاريخ العريق والكثافة السكانية والمساهمة الاقتصادية الفعّالة والجذب السياحي والثقل العلمي، يتحملون مسؤولية كبيرة وأمانة عظمى في أن يكون كل ما في الأحساء وفق ما تستحقه الأحساء.
الأمر الآخر الاهتمام بالنخلة، فالنخلة وتمر الخلاص ميزة من ميزات أكبر واحة على مستوى العالم العربي ذات الثلاثة ملايين نخلة، وحتى لا يُحمل التمر إلى هجر أبداً، يجب إعطاء الجانب الزراعي في الأحساء أهمية كبرى وألا يهمل أبداً، وذلك بتذليل الصعوبات أمام المزارعين من جميع النواحي.
ولا زلت أقول ذلك.
shlash2020@