وقال مدير البرامج في «إثراء» عبدالله الراشد: الهدف الأساسي، الذي تم من أجله إنشاء صرح ثقافي عالمي كمركز «إثراء» هو أن يتم إعدادنا جميعا للمستقبل، من خلال تمكين الجيل القادم لتحويل أفكار اليوم إلى واقع الغد، لذلك، ومن خلال تطوير الإبداع والابتكار، يمكننا سد الفجوة لإيجاد «القادم الجديد» عبر تشجيع وتطوير الصناعات الإبداعية، والانطلاق نحو رؤى عالمية بمحتوى محلي.
وأوضح أن موسم «تنوين» هذا العام سيجمع عددا من المبدعين والفنانين والمصممين ورواد الأعمال المحليين والعالميين؛ لوضع تصورات لشكل المستقبل الذي يتخيلونه، كما يهدف إلى إلهام المشاركين، وتنمية الصناعات الإبداعية والتفكير الإبداعي لديهم في جميع القطاعات، إذ تُظهر البيانات أن القطاع الإبداعي هو أحد أسرع القطاعات نموا في الاقتصاد العالمي، بالإضافة إلى كونه أداة تحويلية في توليد المزيد من الدخل والوظائف والصادرات، حيث تشير تقديرات اليونسكو إلى أن القطاعات الثقافية والإبداعية أنتجت حوالي 2.25 تريليون دولار، وضخت ما يزيد على 250 مليار دولار في الاقتصاد العالمي، حيث يتوقع نمو الناتج العالمي بما يزيد على 10 %، وفي الوقت ذاته، يعمل القطاع الإبداعي على خلق ما يقارب 30 مليون وظيفة حول العالم، حيث سيقوم «تنوين» بتسليط الضوء على الفرص المتاحة في التخصصات المختلفة، ما يبرهن على التأثير الملموس للإبداع في جميع القطاعات.
مواهب متنوعة
وأشار الراشد إلى أن موسم «تنوين» العام الماضي 2019، استقبل أكثر من 100 ألف زائر وباحث عن المعرفة، كما يعول على نجاح «تنوين» هذا العام من خلال الجمع بين كل من المواهب المتنوعة، والشغوفين بالمعرفة والتعلم والبناء والتسويق والتفاعل مع المحتوى الإبداعي، حيث يركز الجزء الأول من الفعالية على تغطية احتياجات الأشخاص، الذين يتطلعون لدخول الصناعات الإبداعية، فيما سيقدم الجزء الثاني أحدث التطلعات الخاصة بالمهنيين في القطاع.
تجاوز الحاضر
وقال المشرف على موسم «تنوين» روبرت فريث: إن المبدعين لدينا هم أصحاب المستقبل القادرون على تخيل عالم يتجاوز الحاضر، إذ نحتاج في الوقت الحالي إلى التفكير بشكل خلاق؛ لكي نستجيب للتغيير الأكبر، الذي يحدث في حياتنا كلها، فقد حان الوقت لاستخدام شغفنا ومهاراتنا لتصور وخلق مستقبلنا الطموح.
أفكار متجددة
وسيشارك مبتكرو الأعمال والمبدعون في ريادة الأعمال والخبراء العالميون معارفهم المتنوعة من خلال باقة من الحوارات وورش العمل والدورات المتقدمة، التي تقدم بشكل حضوري وافتراضي هذا العام، كما سيطرح «تنوين» أفكارا متجددة تسهم في تعزيز التواصل بين المشاركين وأصحاب الخبرة، وتربط بين المواهب والمتخصصين، وذلك عبر لقاءات شخصية واستشارات فردية عبر تطبيق «زووم» مدتها 30 دقيقة، تمكن المشاركين من الاجتماع مع المتخصصين، بالإضافة إلى توفير فرص أكبر للتواصل وبناء الأفكار.
خبراء ومتخصصون
وتستهل فعاليات موسم «تنوين» هذا العام بجلسة حوارية لكل من الرئيس التنفيذي لهيئة فنون العمارة والتصميم في المملكة د. سمية السليمان، ورئيس قسم البحث والتصميم لأجهزة أليكسا في أمازون جوانا بينيا بيكلي، فيما يناقش الرئيس السابق للابتكار والإبداع في ديزني دنكن واردل «كيف يتحقق الإبداع؟» مع محمود عبدالرحمن «من شركة هيود للإبداع والاستشارات التصميمية»، يلي ذلك دورة متقدمة من قبل الرائد في مجال الإعلانات السير مارتن سوريل.
وسيتناول آلان ياو «من واغاماما» مستقبل الطعام، كما سيتحدث المصمم غاريث نيل عن الحرف اليدوية، والمصمم محمد سمير عن فن الطباعة، بينما سيناقش رئيس المهندسين المعماريين لدى ستديو زها حديد باتريك شوماخر موضوعات حول الهندسة المعمارية مع عبدالرحمن المدالله من هيئة تطوير المنطقة الشرقية، وسيتم تقديم جلسات أخرى من قبل كارينا نوبس حول «الأزياء الرقمية»، وجورجيا لوبي عن «تصور البيانات»، وستيفان ساجمايستر عن «التصميم الجرافيكي»، وماري فوجيلزانغ عن «تصميم الطعام».
نجاح المبدعين
كما ينعكس التزام مركز «إثراء» بتمكين المبدعين من النجاح من خلال موسم «تنوين»، فمع المخرج السينمائي د. حكيم جمعة سيكتشف المشارك أبرز المتطلبات كي يكون صاحب عمل حر ناجح، عبر استعراض الجهد اللازم ليصبح مهنيا محترفا، وبعد ذلك، ستتحدث المخططة الإستراتيجية للتسويق ريم بنت صادق عن بناء علامة تجارية شخصية، فيما توجه منال السدحان المشاركين إلى كيفية العثور عن مكامن قوتهم وإيصال صوتهم للعالم، وتشارك رائدة الأعمال شهد الشهيل بحزمة نصائح لبدء عمل تجاري إبداعي في السوق المحلية، وستوضح رائدة الأعمال الاجتماعية د. سارة غالب كيفية إيجاد شغفك في حياتك وعملك، كما يستعرض «تنوين» هذا العام باقة من المواهب المحلية الأخرى مثل: الفنانة فتون الذايدي، والفنان والمخرج محمد الفرج، والمؤلفة تالا صالح، ومصمم المنتجات طارق سنقورة.
مليون متفاعل
جدير بالذكر، أن موسم «تنوين» 2019 شهد استقطاب أكثر من 100 ألف زائر، كما سجل المركز خلال فعاليات الموسم الزائر رقم مليون ممن تفاعلوا مع برامجه وأنشطته المتنوعة، حيث سلط الضوء خلال الموسم الفائت على موضوع «اللعب»، كمادة تفاعلية فريدة في بيئة محفزة وداعمة للإبداع، ومع «القادم الجديد»، سينقل موسم «تنوين» 2020 هذا الإبداع إلى المستقبل من أجل خلق محتوى محلي الصنع عالمي القيمة، فيما سيركز الموسم في نسخته لعام 2021 على موضوع «الأدوات» إلى جانب بناء الإبداع.