6.69 مقابل الدولار الواحد.. السعر الذي وصل له اليوان الصيني أمام الدولار الأمريكي مختتما أفضل ربع سنوي في 12 عاما.تشجع الصين المتداولين في العملات للمراهنة على انخفاض قيمة اليوان، وهي خطوة يفسرها المحللون الاقتصاديون بأن البنك المركزي في بكين يريد إبطاء أي ارتفاع آخر في سعر العملة الصينية.
واعتبارًا من أمس الإثنين، لم تعد البنوك الصينية بحاجة إلى إيداع 20 ٪ من مبيعاتها عند شراء وبيع ما يسمى بعقود العملات الآجلة المقومة بالدولار الأمريكي للعملاء، وذلك حسب قرار بنك الشعب الصيني الصادر يوم السبت الماضي. وطبقت الصين هذا النظام على مراحل عدة مرات منذ عام 2015، وتم آخرها من خلال إعادة إدخال متطلبات الإيداع في أغسطس 2018.
وخلال يوم أمس أيضًا، تراجعت العملة بنحو 0.3 ٪ لتصل إلى حوالي 6.71 مقابل الدولار في كل من السوق الداخلية الخاضعة للسيطرة المشددة، والأسواق الخارجية الأكثر حرية في هونج كونج وأماكن أخرى حول العالم.
وقال تشو هاو، الخبير الاقتصادي في كومرتس بنك في سنغافورة، إن البنك المركزي الصيني «يريد إبطاء ارتفاع قيمة اليوان في الوقت الحالي». وأضاف إن مدى فعالية ذلك الاتجاه سيعتمد على عدة محددات، أولها: من سيفوز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والثاني: ما إذا كان الاقتصاد الصيني سيواصل الأداء المتفوق له، بينما يضعف الدولار الأمريكي أكثر.
وأوضح تشو أن الارتفاع الأخير لليوان كان أيضًا بسبب رهان الأسواق على فوز المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية جو بايدن، الذي يرى المستثمرون أنه أكثر اعتدالًا بالنسبة للصين، بينما سيكون فوز الرئيس الحالي دونالد ترامب بفترة رئاسة ثانية «سيئًا للغاية لليوان، على الأقل لبضعة أيام» على حد وصف الخبير الاقتصادي في كومرتس بنك.
وخلال فترة عطلات الأسبوع الذهبي الوطني من 1 أكتوبر إلى 8 أكتوبر ظهرت مؤشرات جديدة على الانتعاش الاقتصادي في الصين، حيث قال الاقتصاديون في سيتي جروب إن الأرقام أظهرت «انتعاشًا واضحًا في الإنفاق».
وأمس الإثنين، ارتفعت أسواق الأسهم الصينية، مع تقدم مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 2.6 ٪.
ويشير توقيت تحرك البنك المركزي لمقاومة ارتفاع اليوان إلى أن صانعي السياسة يشعرون بمزيد من التفاؤل بشأن التوقعات الاقتصادية المحلية، كما قال ديفيد تشاو، الخبير الإستراتيجي السابق للسوق العالمية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ واليابان في شركة إنفيسكو.
وقال تشاو إن بيانات الأسبوع الذهبي أظهرت أن «غالبية الأسر الصينية تشعر بالراحة في مغادرة منازلهم وإنفاق الأموال الآن».
وأضاف إن الأخبار التي انتشرت عن زيارة محتملة للرئيس الصيني شي جين بينغ إلى منطقة شنتشن عززت الأسهم أيضًا، حيث يمكن أن يعلن الرئيس خلال الزيارة عن خطط لفتح المزيد من أجزاء الاقتصاد أمام الاستثمار الأجنبي.
وفي نفس السياق، قال خون جوه، رئيس أبحاث آسيا في مجموعة أستراليا ونيوزيلندا المصرفية المحدودة في سنغافورة، إن السعر المرجعي للبنك المركزي يوم الإثنين لتداول اليوان المحلي لم يكن «أضعف بكثير» من توقعات السوق، مما يشير إلى أن البنك المركزي لم يكن يدفع بقوة كبيرة ضد تيار ارتفاع العملة. وحدد بنك الشعب الصيني نقطة وسطية يومية لليوان عند سعر 6.7126 لكل دولار.
وقال جوه: «ما يفعله البنك المركزي الصيني كله يتعلق بمساعدة الناس على إدارة مخاطر العملات»، حيث إن شرط الاحتياطي البالغ 20 ٪ يجعل ارتفاع العملة مكلفًا للشركات والمستثمرين، ممن يرغبون في التحوط من مخاطر الصرف الأجنبي.
ومع ذلك، أشار جوه إلى أن البنك المركزي الصيني لم يُلغِ شرط الاحتياطي تمامًا، بل قام بضبطه على المعدل الصفري فقط.
واستطرد: «لا تزال هذه أداة يمكنهم استخدامها في المستقبل. وزيادة شرط الاحتياطي إلى 20 ٪ مرة أخرى للحد من توقعات الاستهلاك إذا لزم الأمر». ختامًا، قال بنك الشعب الصيني إنه سيحافظ على مرونة سعر الصرف ويبقيه عند مستوى معقول، كما سيعمل للحفاظ على توقعات السوق الإيجابية.
«اعتبارًا من أمس الإثنين، لم تعد البنوك الصينية بحاجة إلى إيداع 20 ٪ من مبيعاتها عند شراء وبيع ما يسمى بعقود العملات الآجلة المقومة بالدولار الأمريكي للعملاء».
