وفيما خص موقف «حزب الله» من الحكومة التي يسعى الحريري إلى ترؤسها، تعتبر مصادر متابعة أن حزب الله يرفض نهائيا التخلي عن أي من شروطه في هذا الخصوص، كما أنه اليوم أكثر تمسكا في شروطه في محاولة منه لوضع العصي في دواليب حكومة الحريري، وذلك لأسباب عديدة أبرزها أنه يرى أن الحريري يلعب في الوقت الضائع في محاولة منه لكسب مسألة تكليفه رئيسا للحكومة من دون أن يلزم نفسه بالتأليف، مما يشكل خطرا سياسيا على حزب الله لأنه سيقيده في المرحلة المقبلة ويجعله غير قادر على التحرك في حال اتخذ قرار التصعيد السياسي بعد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وتوضح المصادر أن حزب الله كان مستعدا لتقديم التنازلات التي منحها للسفير مصطفى أديب، إلا أنه يرفض التفاوض في شكل الحكومة التي يصر على أن تكون حكومة تكنوسياسية يسمي فيها الوزراء الشيعة، إضافة إلى حصوله على الثلث المعطل في حال عدم مشاركة العونيين في الحكومة، وبذلك يكون قد تمكن من الحصول على الشروط التي سبق ورفضها الحريري خلال الثورة الشعبية في 17 أكتوبر والتي أدت إلى استقالة الحريري من الحكومة آنذاك.
في سياق جولة وفد كتلة «المستقبل» على الكتل النيابية، بدأ الحريري مروحة مشاوراته في محاولة منها لتحريك العجلة الحكومية وإحداث خرق في ظل الجمود الحاصل وإنعاش المبادرة الفرنسية من جديد، وفي مستهل جولته على الكتل النيابية، زار وفد «المستقبل» رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، حيث أعلن فرنجية «إننا سنسمي الحريري في أي استشارات نيابية وندعم المبادرة الفرنسية». وقال: «يا ريت الحريري عاملنا عقد ربع ما عامل لباسيل»، مشيرا إلى أنه «لم نسلم وفد كتلة المستقبل أي لائحة بأسماء وزراء لكننا منفتحون على النقاش حول أي اسم»، مشددا على أن «الأفق غير مسدود وأنا متفائل».
وفي سياق التحقيقات بشأن انفجار بيروت، تلقى القاضي العدلي المكلف بالتحقيق في الانفجار الضخم الذي دمر مرفأ بيروت وأسفر عن مقتل وإصابة العديد من الأشخاص قبل شهرين تقريرا من مكتب التحقيقات الاتحادي في الولايات المتحدة (إف. بي. آي) حول تحقيقه الخاص في الانفجار.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية إن «القاضي فادي صوان تلقى تقريرا من مكتب التحقيقات الاتحادي الإثنين»، مضيفة أنه «لا يزال ينتظر تقارير مماثلة من خبراء متفجرات فرنسيين وبريطانيين، ولم يتضمن الخبر تفاصيل عن محتوى التقرير».
وكان قد أسفر انفجار الرابع من أغسطس في ميناء بيروت عن مقتل نحو 200 شخص وإصابة نحو 6500 وإلحاق أضرار بمليارات الدولارات.
وانفجر 2700 طن من نترات الأمونيوم، وهي مادة كيماوية شديدة الانفجار، في ميناء بيروت حيث تم تخزينها في المنشأة لنحو ست سنوات.