من الأمثلة على بعض الإعلانات تلك التي تتحدث عن عدم نجاح المشاريع سواء كانت محلات تجارية أم مصانع وغيرها، نجد إعلانات عن تقبيل تلك المحلات بحجة عدم التفرغ، وبين أسطر الإعلان هناك رسائل لم تنطق لكنها توصل للمتلقي مفادها أن هذا المشروع (صيدة).
بينما الصورة الحقيقية مع أغلب المشاريع وليس الكل عدم الوضوح في الإعلان عن سبب التقبيل الحقيقي، فالمشروع غير موفق ولم يكن هناك دراسة جدوى قد تساعد صاحب المشروع أن يقرر الاستمرار من عدمه بناء على معطيات تلك الدراسة، والحل الأنسب في كيفية التعامل مع مثل هذه الإعلانات التقصي عن السبب الحقيقي للتعرف على أسباب البيع الحقيقية والتي غالبا تكون خلاف ما يتم نشره في الإعلان!
إعلان آخر يجب أن لا يجرنا إلى شباكه... الدعاية عن بضاعة أيا كانت قائلين (حتى نفاد الكمية) في الحقيقة هناك كميات (بالهبل) متكدسة في المستودعات فلا تكترث!! بعض المحلات يعمل عروضا على كميات محدودة فعلا والهدف منها أن يجلب المزيد من الزبائن وهذا الاعلان يجعل أغلب العملاء يتهافتون تصديقا للعبارة أعلاه ولسان حالهم (يا تلحق ياما تلحق!)، مثال أخر، (اشتر واحدة والثانية مجانا) أو بنصف السعر الخ.... نصيحة لي ولكم قبل أن نفكر في الشراء هل نحن بحاجة لأكثر من واحدة من ذلك الصنف، لأن شراء أكثر من الحاجة سيعود المستهلك على سلوك الإسراف.
أيضا هناك من يغري العملاء برفع نسبة التخفيض حتى 70-80 % ولكن عند زيارة تلك المعارض تجد أصنافا محددة عبارة عن (قشاع) قديم وتعافه النفس بينما الأصناف الجديدة بلا تنزيلات، أعتقد المستهلك أصبح على درجة عالية من الوعي ولا تنطلي عليه هذه الأساليب الدعائية الملتوية!
طبعا الأمثلة كثيرة ومقال يتيم لن يغطي كل أنواع التلاعب.
وماذا عن الشق الآخر الذي لا يقل خطورة على المتلقي والمتمثل في إعلانات القنوات، على سبيل المثال أن يكون هناك سؤال للجمهور ومن ثم يطلب من المشاهدين المشاركة عن طريق إرسال رسالة نصية، وهنا الاستغفال حيث لم تذكر للمتصل كلفة تلك الرسالة سوى في بلدنا، وحتى يبلع الضحية من المشاهدين (الطعم)، يتفننون في إبراز أحد الفائزين وربما يكون الوحيد من بين ملايين المشاركين في تصويره أثناء حصوله على الجائزة التي حلم بها طول عمره قد تكون منزلا وقد تكون سيارة أو جائزة نقدية، وهنا تكمن خطورة الخداع للعقل الباطن بحيث يشعر كل من شارك ولم يحالفه الحظ أن المستقبل واعد وسيستمر في المشاركة، وهنا تكمن الشيطنة!، وهذا السلوك يذكرني ممن تلك حالتهم، كمثل ذلك الفأر أكرمكم وأكرمهم الله الذي شاهد بقعة دم على المبرد فما كان منه إلا أن اتجه إليها وبدا يلعق تلك البقعة مما تسبب في جرح لسانه وسال على أثرها دمه، ومع مشاهدة الدم زاد في اللعق ولم يعلم بأنه يلعق دمه.
فهل يعي هؤلاء الغلابة أنهم يستنزفون مواردهم المالية لتصبح روافد تصب في جيوب ملاك بعض القنوات المترعة بالأموال من مداخيل برامج بيع الوهم وأحلام اليقظة!؟
Saleh_hunaitem@