لا شك في أن مجلس الشورى ومنذ تأسيسه قام -وما زال يقوم- بأدوار جيدة في طرح المواضيع التي تهم الوطن والمواطن.. وقدم خلال مسيرته العديد من الحلول والاقتراحات -كونه تشريعيا وليس جهة تنفيذية- قدم العديد من الأطروحات والحلول، والمبادرات التي لاقت استحسان الغالبية.
ومع التطورات التي عشناها و«نعيشها» خلال هذه الفترة و«التنقلات» والتغييرات الاجتماعية، والثقافية، والاقتصادية، ونمط الحياة والسلوك الذي لم يعد كما كان في الزمانات الماضية، وتغيير التركيبة السكانية في المملكة، وطريقة العيش والتعايش والنقلات الكبيرة جدا في المجتمع خلال فترة وجيزة بل قصيرة جدا بمنظور الحضارات والأمم، فإن المطالبة بالتغييرات الجذرية لمجلس الشورى مهمة جدا وحان دورها وتوقيتها، فنحن في زمن الدماء الجديدة، والروح الجديدة، والأفكار الجديدة وغالبية الأعضاء الآن قدموا ما لديهم ونكن لهم التقدير والاحترام للسنوات الماضية، ولكن الزمن الآن ليس بزمنهم، والمتطلبات ليست بحجم ما يفكرون به فالعجلة الآن عجلة «التقنية» و«الذكاء الاصطناعي» و«التفكير الشاب» والانطلاقات نحو آفاق عالية، والتعايش بنفس النهج الذي تتطلبه روح المرحلة ومعطياتها.
نكن للأعضاء «كل تقدير واحترام» ونقول لهم «كثر الله خيركم» ونتمنى أن نرى المقاعد القادمة تمتلئ «بالشباب والشابات»، أصحاب الأطروحات المتماشية مع المرحلة ومتطلباتها ممن يملكون النظرة الثاقبة ويقرؤون المستقبل بتفاصيله الدقيقة حاملين معهم الأفكار الجدية القابلة للتطبيق، والمتعايشة مع مرحلة الانتقال وفي عقولهم وأرواحهم شغف للعمل والإنجاز.
هنا نكون فعلا أمام «مجلس» نتطلع ونتشارك معه في وضع الخطط ورسم الرؤى لمستقبل زاهر متماشيا مع متطلبات «الرؤية» وبالتوازي مع مرحلة النضج المجتمعي وملبيا طموحات الشباب، والذين هم عماد الوطن ونحن بلد أكثريته شباب يملكون الطموح، والشغف، وحب العمل.
فهل نراهم قريبا تحت قبة مجلس الشورى؟
وهل نرى المقاعد القادمة مليئة بتلك العقول التي نفخر ونتفاخر بها شبابانا وشاباتنا المتعلمين، والمبدعين، «المصقولين» بالدراسة، والخبرات، والدورات في مجالات مختلفة.. نتمنى ذلك قريبا.
salehAlmusallm@