واتهمت أذربيجان أرمينيا بقصف مقابر في مدينة تَرتَر، الخميس، أثناء تشييع جنازة، مما أسفر عن سقوط أربعة قتلى في صفوف المشيعين.
وأعلنت وزارة الدفاع في الإقليم الساعي إلى الانفصال، أمس الجمعة، أن 29 جنديًا قتلوا، لترتفع حصيلة القتلى بين قواتها إلى 633 منذ اندلاع القتال مع قوات أذربيجان في 27 سبتمبر الماضي.
ومع تزايد عدد القتلى وتصاعد الاتهامات المتبادلة بين أرمينيا وأذربيجان بشن هجمات جديدة، وارتكاب انتهاكات، وئدت الهدنة الإنسانية التي أعلن عنها، السبت الماضي، بعد مفاوضات مضنية امتدت ساعات برعاية موسكو، بغية تبادل القتلى بين الطرفين.
ففي حين جدّد رئيس أذربيجان، إلهام علييف، الخميس، تأكيده أن القوات المسلحة لبلاده سوف تنتزع السيطرة على كل المناطق المحيطة بالجيب الجبلي المنشق إذا استمرت أرمينيا في «التصرف بسلبية»، اتهمت أرمينيا تركيا، حليفة أذربيجان، بعدم السماح لرحلات جوية تنقل مساعدات عاجلة من التحليق في مجالها الجوي على الرغم من المخاوف المتصلة باحتمال حدوث كارثة إنسانية.
كما أكد علييف أن عملية السلام لا يمكن أن تبدأ إلا في حالة انضمام تركيا لمحادثات الوساطة التي تديرها منذ زمن كل من روسيا وفرنسا والولايات المتحدة.
في المقابل، أكد رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، أن بلاده على استعداد لتنفيذ اتفاقات وقف إطلاق النار لكن تقرير مصير جيب كاراباخ، الذي انفصل عن السيطرة الأذربيجانية مع انهيار الاتحاد السوفيتي، «خط أحمر» لا يمكن تجاوزه.
يشار إلى أن القتال الدائر في الوقت الراهن في الإقليم يعد الأعنف منذ الحرب التي اندلعت خلال التسعينيات وأودت بحياة 30 ألفًا.
وقد أثار مخاوف بشأن أمن خطوط الأنابيب في أذربيجان التي تنقل الغاز الطبيعي والنفط إلى الأسواق الدولية، كما أثار مخاوف من احتمال استدراج تركيا أو روسيا إلى صراع أوسع.