DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

هندسة الانتخابات.. حيلة القادة الأفارقة للبقاء في السلطة

يواجهون المواطنين منتقدي حكوماتهم بقوانين قمعية واعتقالات وأحيانا الموت

هندسة الانتخابات.. حيلة القادة الأفارقة للبقاء في السلطة
هندسة الانتخابات.. حيلة القادة الأفارقة للبقاء في السلطة
رئيس غينيا ألفا كوندي يترشح لولاية جديدة بموجب تعديلات دستورية وسط احتجاج المعارضة (أ ف ب)
هندسة الانتخابات.. حيلة القادة الأفارقة للبقاء في السلطة
رئيس غينيا ألفا كوندي يترشح لولاية جديدة بموجب تعديلات دستورية وسط احتجاج المعارضة (أ ف ب)
قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن 10 دول أفريقية تشهد قريبًا انتخابات رئاسية.
لكن، بحسب تقرير لـ «روث ماكلين»، فإن رؤساء تلك الدول يحاولون هندسة نتائج تلك الانتخابات بطرق مختلفة لضمان بقائهم في السلطة.
ومضى التقرير يقول: في غينيا التي تقع في غرب القارة، يترشح رئيسها لولاية ثالثة هذا الشهر بفضل تعديل دستوري ألغى القيد المفروض على عدد ولايات الرئيس والتي يحددها بفترتين.
وأردف التقرير: أجرى رئيس ساحل العاج أيضًا تعديلًا دستوريًا يتيح له الترشح لولاية ثالثة باعتبارها ولاية أولى في نهاية هذا الشهر.
وأضاف: بعد 34 عامًا في السلطة، يعتزم الرئيس الأوغندي البالغ من العمر 76 عامًا الترشح لإعادة انتخابه في فبراير. وكان الحد الأدنى لسن الرؤساء في أوغندا هو 75 عامًا، لكنه بعد ذلك غيّر الدستور ليسمح له بالاستمرار في منصبه.
ومضى يقول: في حين أن معظم العالم قد يركّز على التنافس على المنصب الأرفع في الولايات المتحدة، ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية أيضًا في 10 دول على الأقل من أصل 54 دولة في أفريقيا خلال الأشهر الخمسة المقبلة. جميع شاغلي المناصب باستثناء واحد يريدون البقاء في المنصب.
مخالفة القواعد
وتابع: في حين أن معظم الرؤساء الأفارقة منذ عام 1990 تنحّوا عن مناصبهم بعد انتهاء ولايتهم، فإن العديد منهم يخالفون القواعد الآن لضمان بقائهم في السلطة. البعض تلاعب بالمحاكم العليا واللجان الانتخابية. فيما غيّر آخرون دساتيرهم أو محاكمة مرشحي المعارضة أو منعهم من الترشح من خلال فرض معايير تأهيل مرهقة.
وأردف: يقول بعض المفكرين السياسيين إنه في الوقت الذي تنكب فيه الولايات المتحدة على الداخل، يفلت شاغلو تلك المناصب من العقاب بشكل متزايد.
ونقل الكاتب عن إيلين جونسون سيرليف، رئيسة ليبيريا السابقة، قولها: لم يلتزم الكثير من بلداننا بالبروتوكولات والقرارات التي اتخذناها في مؤسساتنا الإقليمية بخصوص الديمقراطية وفيما يتعلق بحدود المدة، وفيما يتعلق بنقل السلطة بشكل منتظم وسلمي. وتأتي هذه التحوّلات أيضًا بسبب التغيّرات في المشهد الجيوسياسي.
وأضاف كاتب التقرير: دمّر المستعمرون الأوروبيون أو دمّروا أنظمة أفريقيا الخاصة وتقاليد محاسبة السلطة. اعتمدت الحكومات الأفريقية في مرحلة ما بعد الاستعمار على أنظمة سياسية مستوردة، وأحيانًا غير ملائمة. وفي عمر 60 عامًا تقريبًا، لا تزال هذه الأنظمة أصغر من العديد من الرؤساء الحاليين.
ساحل العاج
ومضى يقول: في شهر مارس، كان رئيس ساحل العاج الحسن واتارا (78) عامًا، يلقى الثناء لقوله إنه سيتنحّى عندما يكمل فترتي ولايته على الرغم من أنه لم يكن مضطرًا لذلك؛ لأن التغيير الدستوري يسمح له بالترشح مرة أخرى.
وأضاف: لكن بعد 4 أشهر توفي خليفته المختار فجأة، وقرر الرئيس أنه لن يقدم أي مرشح آخر، حيث قرر واتارا البقاء في منصبه.
ولفت إلى أن قراره بالترشح أدى إلى انتشار الاحتجاجات، ودفعه إلى منع بعض المرشحين.
ونقل الكاتب عن ميلودي غنيكونتي وهي سيدة قُتل عمها في الحرب الأخيرة، قولها: إن عدم السماح للآخرين بأن يكونوا مرشحين سيؤدي بالتأكيد إلى حرب أخرى.
ومضى الكاتب يقول: يأتي النمو الاقتصادي لساحل العاج في المرتبة الثانية بعد أثيوبيا في إفريقيا، لكن غنيكونتي قالت إن الرئيس واتارا يفسد كل ما حققه من خلال إيجاد أسباب للبقاء في السلطة.
وتابع: أصبحت الانقلابات التي حدثت في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي في الغالب شيئًا من الماضي. منذ عام 2015، كان هناك ما لا يقل عن 30 عملية انتقال سلمي للسلطة في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء، بما في ذلك ليبيريا وسيراليون وغانا ونيجيريا، حيث خسرت الأحزاب الحاكمة الانتخابات.
صعوبة التزوير
ونقل عن ماتياس هونكبي، المتخصص في الحوكمة السياسية في مبادرة المجتمع المفتوح غرب أفريقيا، قوله إن تزوير النتائج في يوم الانتخابات، عن طريق حشو صناديق الاقتراع أو تغيير فرز الأصوات، أصبح أكثر صعوبة في السنوات الأخيرة، لكن السياسيين يغيّرون تكتيكاتهم نتيجة لذلك.
وتابع هونكبي بقوله: شيئًا فشيئًا، يدرك مَن هم في السلطة أنه أصبح من الصعب الغش. إنهم يستخدمون الوسائل التي لديهم للسيطرة على الفضاء السياسي.
ومضى الكاتب يقول: وفقًا لتقرير ستنشره منظمة Civicus العالمية وهي مؤسسة لا تهدف إلى الربح، فإن المساحة المدنية في دول غرب أفريقيا الناطقة بالفرنسية، تتقلص حيث يواجه المواطنون الذين يحاولون محاسبة حكوماتهم قوانين قمعية واعتقال وأحيانًا الموت.
وأشار إلى أن من بين الأمثلة على ذلك الاشتباكات القاتلة الأخيرة في غينيا حول الدستور الجديد الذي طرحه أول رئيس منتخب ديمقراطيًا ألفا كوندي.
إهمال الغرب
ونقل عن سيلو دالين ديالو، زعيم المعارضة الغينية، قوله: إن نجاحه في المناورة للبقاء في السلطة يعود جزئيًا إلى إهمال الغرب. الأوروبيون أقل انتباهًا، والأمريكيون، مع وصول ترامب، أقل تشددًا فيما يخص الديمقراطية وحقوق الإنسان.
وتابع كاتب التقرير يقول: أصدر وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو بيانًا من فقرتين الأسبوع الماضي حول الانتخابات المقبلة في إفريقيا، محذرًا من أن القمع والترهيب لا مكان لهما في الديمقراطيات.
وأضاف التقرير: لكن العديد من الأفارقة علقوا على وسائل التواصل الاجتماعي بأن مثل هذا البيان الخفيف والشامل عن القارة، وليس دولًا محددة، كان دليلًا على أن إدارة الرئيس ترامب لا تولي اهتمامًا كبيرًا للأمر.
وتابع: البلدان الأخرى التي من المقرر أن تجري انتخابات في الأشهر الخمسة المقبلة هي بنين وبوركينا فاسو وجمهورية أفريقيا الوسطى وغانا وسيشيل، لكن البلد الوحيد الذي لا يترشح فيه شاغل المنصب هو النيجر.