وافتتحت مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية على ارتفاع، لكنها تراجعت خلال اليوم مع اقتراب الموعد النهائي الذي فرضه الديمقراطيون لحسم صفقة التحفيز الجديدة مع الحزب الجمهوري، دون وجود علامات واضحة على التقدم في المشاورات بين الحزبين. وقال محللون إنه على الأرجح لن تتم الموافقة على حزمة إنفاق حكومية أمريكية كبيرة جديدة، قبل 3 نوفمبر المقبل حينما تبدأ الانتخابات الرئاسية.
وانخفض مؤشر داو جونز 410.89 نقطة أو ما يعادل 1.4 ٪ ليغلق عند 28195.42، بينما ارتفع مؤشر الأسهم القيادية - التي تمثل أسهم الشركات المعروفة والمستقرة ماليًا المتداولة علنًا - بأكثر من 105 نقاط بعد جرس الافتتاح مباشرة.
وانخفض مؤشر أس آند بي 500 بمقدار 56.89 أو 1.6 ٪ ليصل إلى 3426.92، وانخفض مؤشر ناسداك المركب الثقيل للتكنولوجيا 192.67 أو 1.7 ٪ ليصل إلى 11478.88 في جلسته الخامسة على التوالي.
وخلال الوقت الحالي، يراقب المستثمرون عن كثب تقدم المحادثات بين المشرعين الأمريكيين والبيت الأبيض بشأن إطلاق صفقة تحفيز اقتصادي جديدة، حيث يمكن أن يؤدي تقديم المزيد من أموال الإغاثة للأسر أو الشركات المتضررة من جائحة فيروس كورونا إلى تعزيز الانتعاش الاقتصادي، مع انتهاء مبالغ حزم التحفيز السابقة.
وقالت نانسي بيلوسي رئيس مجلس النواب الأمريكي للبيت الأبيض إنها تحاول التوصل إلى اتفاق مع الديمقراطيين. واقترح مساعدها أنه إذا مر الموعد النهائي دون اتفاق، فمن غير المرجح أن تؤدي المحادثات المستمرة إلى إقرار تشريع إغاثة شامل تبلغ قيمته تريليونات الدولارات، خلال الأسبوعين المقبلين.
وقال مايكل مولاني، مدير أبحاث الأسواق العالمية في بوسطن بارتنرز: «يفضل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إطلاق حزمة تحفيز اقتصادي جديدة قبل الانتخابات». وأضاف: «لكن ليس هناك أي فائدة سياسية لبيلوسي للتوقيع أي مساعدات جديدة قبل الانتخابات».
وقال مولاني إن المستثمرين يراهنون على أن انتخابات هذا العام ستفرز ما يعرف باسم «الموجة الزرقاء» - التي يفوز فيها الديمقراطيون بالسيطرة على كل من البيت الأبيض والكونغرس - وستؤدي في النهاية إلى إقرار حزمة تحفيز كبيرة، على الرغم من أنه أضاف إن مثل هذه النتيجة الانتخابية قد تضعف عائدات السوق على المدى الطويل، بسبب ارتفاع الضرائب.
ومع استمرار تأثير وباء «كوفيد- 19» على الاقتصاد، سيكون من الضروري إطلاق المزيد من الحوافز المالية في الولايات المتحدة الأمريكية، كما قال روبرت مكادي، كبير محللي الأصول المشتركة في بي إن بي باريبا.
وقال: «بدون تجديد التحفيز المالي، ستشهد أمريكا موجة جديدة من البطالة، وزيادة الديون وحالات التخلف عن السداد، وهذا بالتأكيد سيؤثر على معدلات النمو».
وتوقف التقدم في مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية في الأيام الأخيرة، تاركًا مؤشر أس آن دبي 500 عند أقل من 4.5 ٪ دون المستوى القياسي الذي وصل إليه في أوائل سبتمبر. وفي الأسبوع الماضي، توقفت مكاسب الأسهم، حيث يخشى المستثمرون من ارتفاع حالات «كوفيد- 19» وانتشار حالة عدم اليقين السياسي.
على الجانب الآخر، يراقب المستثمرون عن كثب إعلان أرباح شركات نتفليكس Netflix وتسلا Tesla وإيه تي آند تي AT&T من بين الشركات الكبرى، التي ستعلن عن نتائجها المالية في الأيام المقبلة.
وقال أندرو كول، رئيس قسم الأصول المتعددة في شركة بيكتيت أسست مانجمنتPictet Asset Management: «سيكون الاقتصاد كله متعلقًا بمؤشرات الأرباح التي سيتم إعلانها قريبًا، وكانت الإشارات السوقية حتى الآن أفضل إلى حد كبير مما كان متوقعًا، خاصة في الولايات المتحدة». وقال: «يعلم الجميع أن أرباح هذا العام ستكون مروعة جدًا من منظور سنوي، لذلك عندما نبدأ في التفكير في الأرباح، يكون عام 2021 هو المهم بشكل متزايد».
وفي سياق متصل، انخفضت أسهم شركة هاليبيرتون 8 سنتات، أو ما يعادل 0.7 ٪، لتصل إلى 12.17 دولار بعد أن أعلنت شركة خدمات حقول النفط عن خسارة ربع سنوية قدرها 17 مليون دولار. وكان هذا أقل من الربح الذي حققته الشركة وبلغ 295 مليون دولار في نفس الفترة من العام الماضي، لكنه يتجاوز توقعات محللي وول ستريت.
وقفزت أسهم شركة إيه أم سي إنترتينمنت AMC Entertainment بنحو 50 سنتًا، أو 16 ٪، لتصل إلى 3.54 دولار، بعد أن قالت الشركة المسئولة عن تشغيل دور السينما إنها ستستأنف العمل في بعض المواقع في ولاية نيويورك ابتداء من يوم الجمعة.
تراجعت أسهم شركة كونكو فيلبسConocoPhillips بواقع 1.07 دولار، أو 3.2 ٪، لتصل إلى 32.70 دولار بعد أن وافقت شركة النفط العملاقة على الاستحواذ على شركة كونكو ريسورسز Concho Resources لحفر النفط الصخري في تكساس، في صفقة بقيمة 9.7 مليار دولار لجميع الأسهم. وتراجعت أسهم كونكو نفسها بنحو 1.34 دولار أو ما يعادل 2.8 ٪ لتصل إلى 47.26 دولار.
وتراجعت أسهم شركة أمريكان إكويتي إنفستمنت لايف هولدنج 4.81 دولار، أوما يعادل 15 ٪، لتصل إلى 27.49 دولار. ورفضت الشركة، يوم الأحد الماضي، عرض الاستحواذ الذي قدمته شركة ماساتشوستس ميوتشوال للتأمين على الحياة وأثين هولدنج، وقالت إنها توصلت بدلاً من ذلك إلى شراكة مع شركة بروكفيلد أسست مانجمنت.
وفي خارج الولايات المتحدة، قال المسؤولون الصينيون إن الناتج المحلي الإجمالي توسع بنسبة 4.9 ٪ في الربع الثالث من العام السابق، مما أعاد الاقتصاد الصيني إلى معدلات نموه قبل جائحة فيروس كورونا، وذلك بعد نصف عام من تدمير الوباء لاقتصاد البلاد.
ورغم ذلك، كان رد فعل المستثمرين متباينًا على البيانات، حيث جاءت أرقام النمو أقل من التوقعات. وانخفض مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 0.7 ٪، بينما ارتفع مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 0.6 ٪.
وانخفض مؤشر ستوكس يوروب 600/ KStoxx Europe 600 الذي يعد المؤشر الرئيسي للقارة بنسبة 0.2 ٪. وقالت شركة يورونيكست إن في Euronext NV، التي تدير البورصات في جميع أنحاء أوروبا مؤخرًا، إنها حلت مشكلة فنية أوقفت التداول في بعض الأسواق.
وفي إطار متصل، ارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 0.760 ٪ من 0.743 ٪ يوم الجمعة الماضي.
وفي قطاع السلع الأساسية، تراجعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي بنسبة 0.1 ٪ أو 5 سنتات للبرميل، لتستقر عند 40.83 دولار.
- ساهم تشونغ كوه بينغ في كتابة هذا المقال.