الحقيقة أننا نعيش في عصر جديد أستطيع وصفه بعصر تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الذي أصبح فيه أداء الآلات بديلا عن الأداء البشري من خلال العديد من التطبيقات التي ساعدت على تطوير الأداء في مجالات كثيرة ومنها المجال الطبي الذي نلاحظ فيه تحسن الكفاءة الإنتاجية وسرعة ودقة أداء الأجهزة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي. وقد ارتبط الذكاء الاصطناعي بالكثير من المفاهيم مثل الحكومة الإلكترونية والعصر الرقمي والاقتصاد الرقمي.
أصبح الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته من المواضيع الساخنة والمثيرة للجدل حول فوائده وسلبياته في الساحتين الاقتصادية والتكنولوجية، خاصة حول تأثيره في انقراض معظم الوظائف التقليدية التي تعتمد على العنصر البشري بنسبة كبيرة ما يؤدي إلى الاستغناء عن الكثير من الموظفين في صناعات كثيرة تستقطب مئات الملايين من البشر حول العالم، لذلك تحاول الدول الأعضاء المحافظة على الوظائف في ظل توسع استخدامات الذكاء الاصطناعي.
زادت تطبيقات الذكاء الاصطناعي بوتيرة سريعة وواسعة في السنوات العشر الأخيرة في صناعة السيارات والمعدات الثقيلة، حيث نرى دوره اليوم في تطور الخط الإنتاجي الآلي في صناعة سيارات تويوتا وجنرال موتورز وكرايسلر وفورد وغيرها من شركات إنتاج السيارات. وقد تبنته شركة سيارات رولز رويس لتلبية الطلبات المتزايدة لأن الصناعة اليدوية التقليدية ليست سريعة. ومن المؤكد أن جودة الحياة ستتطور وتصبح أفضل مما هي عليه اليوم إذا استغل الذكاء الاصطناعي الاستغلال الأخلاقي الصحيح لخير البشرية.
ولأهمية الذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات فقد حظي بحيز كبير في نقاشات قمة العشرين خلال فترة الصيف 2020م، وذلك استعدادا للقمة العالمية عن الذكاء الاصطناعي لخير البشرية والتي ستعقد في الرياض في الفترة 21-22 أكتوبر 2020م برئاسة المملكة. وقد تمت مناقشة أخلاقيات الذكاء الاصطناعي والاستجابة للأزمات الناتجة عن الأوبئة من خلال الاستفادة من تطبيقاته في المجال الطبي.
وستجمع القمة صناع القرار والخبراء والمختصين من مختلف القطاعات الحكومية والخاصة من داخل وخارج المملكة، بما في ذلك الشركات التقنية الرائدة والمستثمرون ورجال الأعمال.
وتهدف إلى بناء حوارات ذات أهمية عالمية، سواء من حيث التعافي من الجائحة أو التوجهات التي تشكل مجال الذكاء الاصطناعي، وستتم مناقشة بعض الاعتبارات الإستراتيجية الرئيسة الضرورية لتأسيس منظومة فعالة ومؤثرة للذكاء الاصطناعي، وما يعنيه ذلك من حيث الخيارات الإستراتيجية الوطنية لواضعي السياسات.
تسعى القمة كذلك إلى توفير رؤى ملهمة حول متطلبات المستقبل للجهات التنظيمية والمستثمرين والشركات، بالإضافة إلى تمكين الحضور والمشاركين من الاستماع إلى آراء وأفكار بعض المبتكرين الرواد الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي من أجل بناء مستقبل أفضل للبشرية. وتغطي القمة مجموعة من الموضوعات المهمة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، موزعة على أربعة مسارات: نرسم عصرا جديدا، والذكاء الاصطناعي والحكومات، وحوكمة الذكاء الاصطناعي، ومستقبل الذكاء الاصطناعي.
@dr_abdulwahhab