ولتوضيح معنى التراكمية، نجد علماء النفس - على سبيل المثال- حين يتحدثون عن مراحل تطور علم النفس، يبدأون من «تاليس» مؤسس الفلسفة القديمة، وصاحب الحكمة المشهورة (اعرف نفسك) -كما يقولون-، والذى كان مشغولا بالإجابة عن سبب وجود الإنسان. فى حين أن الإجابة كانت معروفة، كما هي معروفة عندنا في القرآن وهي: «وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون» ولكنها لم تعجب البعض. ثم يأتي من بعده «سقراط» ليكمل ما بدأه، ويضيف للحكمة السابقة كلمة لتصبح (اعرف نفسك بنفسك).
ولم يكن أفلاطون بالمختلف عن سقراط، فقد تأثر برأي أستاذه وادعى: أن الإنسان يتكون من نفس وجسد، وأن النفس خالدة والجسد يفنى (فصل النفس عن الجسد).
أما علماؤنا العرب والمسلمون، بداية من الكندي، مرورا بالفارابي، وصولا لابن سينا، فقد تأثروا جميعا بآراء الفلاسفة اليونانيين.
فتجد الكندي يقول إن الموت يلحق بالبدن وحده دون النفس.
أما الفارابي فيقول إن النفس الإنسانية وجدت بطريقة الفيض، وهي تسكن البدن بعد ولادة الإنسان، ولا تفنى أو تموت بعد موته.
بالرغم من أنك حين تقرأ القرآن الكريم تجد قول الله سبحانه وتعالى: «كل نفس ذائقة الموت» تتكرر في ثلاثة مواضع.
وتأثر ابن سينا بأرسطو في تقسيم النفس إلى ثلاثة مستويات: المستوى النباتي والمستوى الحيواني والمستوى الإنساني. وبما قاله سقراط بأن الجسد يتكون من العناصر الأربعة (التراب والماء والنار والهواء).
رغم معرفتنا الأكيدة للآية الكريمة «قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين» تكررت مرتين.
إذن، الجميع يتأثر بمن سبقه كما تلاحظ، ولكن من سبق «تاليس»؟ وبمن تأثر؟ وهل اتسم هؤلاء الفلاسفة بالأمانة العلمية.
ما أؤمن به أن البداية لم تكن من «تاليس» كما يدعون، ولكن البداية كانت من سيدنا آدم.
سيدي القارئ، تعلم علم النفس به الكثير من الخير، ولكن ارتد نظارة إسلامية.
@salehsheha1