تتحدث الدكتورة يوجينا ساوث الأستاذ المساعد في كلية بيرلمان الطبية بجامعة بنسلفانيا عن التشجير في أنه يعد تدخلًا بسيطًا للغاية، وتكلفته منخفضة نسبيًا لكن تأثيره على السكان واسع النطاق ومفيد جدًا للصحة بشكل عام.
والدليل على ذلك نتائج أحد الاستطلاعات، التي ركزت على تحسين مفاهيم الناس حول الصحة المدنية، بعد ١٨ شهرًا من إجراء المقابلات مع 342 مشاركا، وجد الباحثون أن ثلث المشاركين شهدوا انخفاضًا في الاكتئاب بنسبة 41%، وانخفاضًا في شعورهم بازدراء النفس بنسبة 51%.
وجدت إحدى الدراسات أيضًا أن الأشخاص، الذين يعيشون بالقرب من الأشجار يتمتعون بـ«سلامة اللوزة المخية» بشكل أفضل مما يعني أن بنية الدماغ أكثر قدرة على التعامل مع ضغوطات الحياة اليومية.
إن الأشجار تحسّن من أداء الجهاز المناعي، وتحديدًا لكبار السن، فالمشي في الأماكن الخضراء يخفض من مستويات ضغط الدم ونشاط الجهاز العصبي الودي المرتبط بالتوتر ويزيد من نشاط الجهاز العصبي السمبتاوي المرتبط بالاسترخاء.
ومن الدراسات المثيرة للاهتمام، التي وجدتها هو أن التشجير ووجود المساحات الخضراء يقلل من معدلات الجريمة في المناطق الحضرية.
إن مثل هذه الدراسات والاستطلاعات تؤكد أن التشجير وخلق مساحات خضراء في المدن الكبيرة تجعل السكان يعيشون حياة أفضل وتساهم في تحسين صحتهم النفسية.
في النهاية، نحن لا نعرف بالضبط الدور الذي تلعبه الأشجار في تعزيز السلوك المفيد والصحي، لكن نعلم بشكل كبير أن وجودها بكثرة فرصة لتحسين التفاعلات الاجتماعية للسكان، لذلك دعونا نساهم في هذه الحملة الإنسانية ونقوم بأدوارنا كمواطنين يدًا بيد مع الوزارات والأجهزة الحكومية والفرق التطوعية، ولنتذكر دائمًا أن شجرة خضراء واحدة كفيلة بأن تبعد إنسانًا عن الاكتئاب والجريمة والاضطرابات النفسية بشكل عام وتجعله أقوى في مواجهة الحياة، لنترك أثرًا يدوم للأبد في مجتمعنا، لنزرع بذورًا تمتد جذورها للأعماق ونصنع ظلًا تحتمي به الأجيال القادمة.
@unknown_oct