فالآثار التي تظهر على الطفل (الضحية) يمكن ملاحظتها ومشاهدتها ولا تحتاج إلى مختص حتى يلاحظها، عليك فقط أن تلاحظ سلوكيات ابنك وتسأل نفسك حتى تكتشف بأن ابنك كان ضحية استغلال جنسي أم لا ومن هذه السلوكيات لماذا تراجع مستوى ابنك الدراسي؟ لماذا يرفض الذهاب لمنزل محدد؟ لماذا أصبح فجأة يخاف من شخص ما؟ لماذا أصبح ابنك منعزلا؟ لماذا أصبح ابنك عدوانيا؟ لماذا ابنك يبكي من غير سبب؟ لماذا ابنك أصبح لديه تبول لاإرادي؟ لماذا رسومات ابنك تغيرت؟ لماذا أصبح ابنك يرفض النزول إلى البقالة؟
ولماذا ولماذا.... وهناك الكثير والكثير، لكن ذكرت لك معظم آثار التحرش الجنسي على الأطفال، وهي لا تأخذ كلا على حدة بل تأخذ أكثر من عرض مجتمعة، فربما أحد الأعراض السابقة يعاني منه ابنك لكن ليس بسبب التحرش.
الآن تبقى في ذهنك سؤال وهو لماذا ابني لم يخبرني بما تعرض له؟ سكوت الطفل وعدم إخبار والديه بما يتعرض له من مشاكل أو أحداث، سواء كان تحرشا أم غيره يأتي بسبب المعاملة التي تلقاها من الوالدين في المقام الأول من خلال أحداث سابقة تحدث عنها فتمت معاقبته عليها أو تم الاستهزاء والسخرية منه، وخوفه من عدم التصديق والحرمان من الخروج من المنزل وخوفه من تهديد المتحرش نفسه وخوفه من عدم تصديقه، كل هذه الأسباب هي ما منعت طفلك من إخبارك.
في الأخير ماذا أفعل عندما أكتشف بأن ابني تعرض للتحرش أو وقع ضحية للتحرش؟
في البداية أكد وأثبت له بأنك تدعمه وتقبله بكل الحالات، وأنه ليس شريكا بما حصل وشجعه على إخبارك، ولا تغير من مصطلحاته التي يتحدث بها عما حصل، تواصل مع الجهات الرسمية كخط مساندة الطفل والعنف الأسري.
وفي الأخير أدعو الأسر إلى عدم السكوت عن هذه الجريمة والإبلاغ عنها، فالحفاظ على العلاقات الاجتماعية للأسرة ليس أهم من الحفاظ على صحة ابنك النفسية والاجتماعية، حمى الله أبناءنا وأبناءكم من المجرمين الصامتين.
@mohammed_alawam