في منتصف الثمانينات الهجرية. شاهدت كما شاهد غيري من أبناء الأحساء انهيار الجناح الجنوبي من مستشفى الملك فيصل بالهفوف والذي لم تمض عليه إلا عدة سنوات تعد على الأصابع، وكان المستشفى حينها يشكل المستشفى المرجعي الوحيد في المنطقة كذلك كان المعهد الصحي يحتل الجناح الشمالي من المبنى. وأيامها كانت توجد بعض المستوصفات القديمة والتي والحق يقال ما زالت مبانيها محافظة على متانتها وقوتها بصورة لافتة وحتى سنوات قريبة كانت تعمل حتى تمت إزالتها وبناء مبان جديدة تتناسب مع التطور الذي حدث في المشاريع الصحية.. وبسرعة تصرفت وزارة الصحة مشكورة فقامت بإخلاء المستشفى فورا ونقل المرضى إلى مبنى قصر الملك سعود وتحويله إلى مستشفى بديل، مع إجراء بعض التعديلات البسيطة. وكذلك نقل المعهد الصحي إلى مبنى تابع لوزارة الصحة في مدينة «صفوى» بالقطيف.. بفضل الله لم تحدث خسائر في الأرواح نتيجة للانهيار المفاجئ الذي حدث لمستشفى الملك فيصل، ولكن حدثت خسائر مادية كبيرة نتيجة لعدم اهتمام المقاول المنفذ، فلقد بات المبنى بحجمه الكبير غير صالح للاستعمال. تذكرت ذلك وأنا أشاهد لقطات مصورة عن انهيار مبنى سكني في حي الفاخرية بالدمام عام 2019م هذا الانهيار الذي تسبب بوقوع أضرار بعدد من المباني القريبة والمركبات التي كانت في مكان الحادث حيث أصيب 13 شخصا نتيجة للحادث. وهذه الزاوية لن تفتح ملفات الانهيارات التي حدثت عبر تاريخ الوطن نتيجة طبيعية وحتمية للغش والتدليس والفساد، وغياب الضمير الحي والإحساس الوطني وحتى الإنساني لدى من كلف بتنفيذ مشروع أو مبنى ما. إضافة إلى اعتماد البعض ممن رسى عليهم هذا المشروع أو ذاك على فئة من الأجانب الذين يقومون بالإشراف على ذلك أو حتى هم من ينفذونها عبر التستر أو الباطن. وبالأمس القريب شاهدت حديثا متلفزا مع مواطن مقاول مخلص لم تغره الثلاثمائة مليون ريال كرشوة. وقام مشكورا بالإيقاع بالشركة الفاسدة وباتت ومسئولوها الفاسدون في قبضة «نزاهة»، التي والحق يقال حققت إنجازات وطنية في مجال مهمتها السامية وهي محاربة الفساد التي يدعمها صاحب السمو الملكي ولي عهدنا المحبوب الأمير محمد بن سلمان، هذا الأمير الهمام الذي أخذ موقفا صارما من قضية «الفساد» الذي انتشر في العقود الأخيرة في جسد الوطن، عبر الذين حللوا الحرام من أجل المال.. وإفساد مشاريع الوطن. ويدعو سموه حفظه الله دائما وبوضوح قاطع لقطع دابر الفساد، ومعاقبة كائن من كان.. ثبتت إدانته. وليسعى جاهدا عبر الجهات والهيئات المختصة لتطهير الوطن من أهل الفساد.. الذين لا يفلح معهم التهاون، إلا من خلال العزم والحسم.. شكرا سيدي الأمير محمد..؟!
[email protected]