وفي ظل جائحة كورونا وفي غضون أشهر قليلة غيرت هذه الجائحة شكل التعليم والتعلم في جميع دول العالم، فاضطرت العديد من الدول إلى التعامل مع الجائحة بحزمة من الإجراءات الصارمة حفاظا على أرواح مواطنيها، فتحول التعليم من شكله الاعتيادي الذي يقدم في المدارس والجامعات إلى التعليم عن بعد، فأضحت عمليتا التعليم والتعلم في وقت أشد ما تكون فيه الحاجة إلى التغيير والتطوير في مضمونها وليس شكلها فقط، في إستراتيجياتها وليس في بيئتها فقط، كل هذا لمواكبة هذه المرحلة وما يدعمها من وسائط وتقنيات لذا يتوجب علينا إعادة النظر والتفكير في كيفية إعداد أبنائنا بحيث يكتسبوا المعرفة، وكذلك تطوير أداء المعلمين من خلال جعل إستراتيجيات التدريس المستخدمة أكثر فعالية وحداثة لتحقيق نواتج تعلم عالية.
في التعليم عن بعد وفي منصة مدرستي تحديدا يقوم المعلمون والمعلمات مشكورين ببذل قصارى جهدهم لتعليم طلابهم وطالباتهم، ولكن يظل عامل الخبرة في التدريس عن بعد واختلاف البيئة التدريسية من أهم التحديات التي يواجهها الكثير من المعلمين والمعلمات.
ولأن المعلمين والمعلمات لديهم خبرة كبيرة في إستراتيجيات التدريس فهم يجتهدون لمحاولة تطويعها أو تطويرها لتواكب المتغيرات في شكل التعليم الآن، ولكن تظل هذه الجهود مبعثرة وكذلك لم يتم قياس فاعليتها بالشكل العلمي المطلوب، كما أنها غير كافية لوحدها بل يجب على جميع الجهات والأفراد ذات الصلاحية دعم وتقويم هذه الجهود ومن ثم تطويرها.
فيجب على مراكز البحث العلمي والباحثين القيام بدورهم في رصد الإستراتيجيات التدريسية المستخدمة وما حدث فيها من تعديل أو تطوير، وقياس مدى أثرها على المتعلمين.
كما يجب على مراكز التدريب التربوية أن تركز جهودها في هذه المرحلة على الحقائب التدريبية التي تعنى بكل ما يتعلق بهذه المرحلة من تقنيات ومهارات وإستراتيجيات تدريسية لأن ترتيب الأولويات هنا هو الأهم، فليس من المعقول أن تعطى دورة القراءة السريعة الأولية على دورة التعامل مع برنامج التيمز أو الاختبارات الإلكترونية أو إستراتيجيات التعليم عن بعد، فهذه لها أولوية قصوى الآن رغم أهمية دورة القراءة السريعة.
كما يؤمل من إدارات التعليم عقد ورش عمل تجمع المعلمين والمشرفين التربويين ليتباحثوا في إستراتيجيات التدريس وطرق تطويعها مع ما يتناسب مع هذه المرحلة، وكذلك طرح نماذج إبداعية من أعمال المعلمين ومناقشتها ليتم تبادل الخبرات في هذا المجال.
وننتهي بدور وزارة التعليم الذي هو الأهم والذي يكمن في عقد لقاءات ومؤتمرات تجمع منسوبي إدارات التعليم المختلفة ليتم تبادل الخبرات وتقديم النماذج والمقترحات في هذا الأمر، وكذلك دور وزارة التعليم في عقد مؤتمرات دولية تجمع الخبرات الدولية بالمحلية، فنكتسب الكثير من الخبرات والمهارات وننطلق من حيث ما انتهى إليه الآخرون.
@ali21216