تعد الثقافة العمالية اليوم أحد أهم التوجهات التي تستهدف رعاية وتثقيف العمال والموظفين والارتقاء بمستوى وعيهم وأدائهم وثقافتهم في كافة مجالات العمل، ولهذا يجب أن يسعى تثقيف العمال في وقتنا الراهن نحو إتاحة كافة سبل المعرفة أمام أبنائنا للاستفادة من طاقاتهم وقدراتهم وفقا لمعايير الكفاءة والفاعلية، سواء من خلال التدريب أو التعليم الذي يستهدف تنوير بصيرتهم بكل ما هو جديد في أنظمة العمل ومتغيراته، وأيضا تعرفهم بحقوقهم وواجباتهم بما يحقق التوازن في الأداء والقدرة على اتخاذ القرار في مسارات حياتهم العملية والمهنية، وهنا نؤكد أهمية إتاحة البرامج التعليمية والثقافية بما يتناسب مع كافة التخصصات والأعمال، مع أهمية مراعاة الالتزام بتطبيق كل ما هو جديد في العلم وتحقيق التواكب مع النظم التكنولوجية الحديثة.
إن التركيز على دعم برامج الثقافة العمالية ينطلق من تقدير أهمية الطاقات البشرية المنتجة بالمجتمع السعودي باعتبارها العمود الفقري في إحداث التقدم المنشود.
ولذا يجب أن تتضافر كافة الجهود والهيئات والمؤسسات بصفة دائمة من تفعيل وتحديث برامج التثقيف العمالي بحيث تتضمن كل هو مفيد وجديد ونافع، حتى يكون يدا فعالة في زيادة الإنتاج وتحقيق التقدم في المجتمع والتعامل بكفاءة مع مستحدثات العلم والمعرفة، كما يجب أن يكون تطوير برامج التثقيف العمالي متواكبا مع احتياجات العمال والمتغيرات والتطورات المتزايدة يوما بعد يوم.
إن الثقافة العمالية اليوم يجب أن تبنى على أسس المعرفة المتطورة والأبعاد التكنولوجية الحديثة بما يتواكب مع توجهات التنمية المستدامة والتحول الرقمي، اتساقا مع خطة ورؤية السعودية 2030، فالهدف الأساسى هو بناء العامل والموظف السعودي في ظل قيم فاعلة تؤكد المواطنة وتستهدف تحفيز الهمم للعمل الجاد والدؤوب لتحقيق أهداف التنمية المنشودة، فهي تعد السبيل لإثراء حياة أبنائنا للولوج إلى آفاق المستقبل وتحقيق آمال وطموحات الشعب السعودي.