أقوال بعض الحكماء وفلسفاتهم في الحياة حقيقة، وواقعنا الذي نعيشه والذي يجب أن نتعايش معه بإيجابية ونفلسف حياتنا بما فيه من تناقضات، هموم وأفراح، وفشل ونجاح، إيجابيات وسلبيات واردة في حياتنا لأنها الحياة وفلسفتها التي نحياها.
لنتذكر في حالة الفشل أن الفشل لم يكن قط نهاية العالم، وأن له فلسفته الخاصة به فهو سلسلة تجارب تمهد الطريق للنجاح ومن خلالها تقوى الثقة في النفس وتتأكد الإرادة فيتألق ويرقى مجاوراً القمر حتى وإن لم يصل إليه فقد اقترب منه.
الحياة مليئة بلحظات السعادة ومليئة بلحظات الحزن واليأس، والهموم روتين الحياة.
للنجاح معانٍ أكبر من أن يصفها أديب أو يصورها شاعر أو يرسمها فنان مهما بلغت درجة بلاغة الأديب والشاعر أو عبقرية الفنان، فكلمة النجاح كلمة تعني الكثير من الجهد، والمشقة، والتضحية والعمل والتفكير واستغلال الفرص والاعتماد على ما ينجزه الناجح بيده، فهو فكر بدايته الإحساس اليقظ الذي يدفع، والصبر الذي يترجم، وليس وليد صدفة، ولا ضربة حظ، رحلة مستمرة لا تتوقف.
ثق في أننا لو تركنا أنفسنا نبكي الفشل ونندب حظنا فلن نسمو أبداً، وسنخور ونضعف، بعدها لن نستطيع أن نسبح عكس تيار الفشل، بل سنبقى طافين على وجهه كالأسماك الميتة.
الحياة السعيدة بدايتها بداية ثقتنا في أنفسنا ونهايتها بداية انعدام الثقة في أنفسنا، «إننا نفشل عندما نقرر أننا فشلنا.. وإذا استمرت المحاولات.. فلدينا فرص كثيرة للنجاح «قمة المجد ـ كما يقول نيلسون منديلا ـ ليست في الإخفاق والفشل، بل في القيام بعد كل عثرة».
ولنتذكر أن النجاح لا يتحقق من محاولة واحدة أو خطوة وحيدة وإنما هو مجموعة محاولات وسلسلة خطوات تبدأ صغيرة ثم تكبر، وفي النهاية تصل وتملأ سماءنا بنجاحاتها المضيئة فتنافس ضوء الشمس وأشعتها وتتحدى صمودها كما تحدت بالصبر ضربات الفشل المؤلمة. وبالإصرار واصلت المحاولات وبالتضحية دفعت ضريبة النجاح، وبالتعلم من أخطاء الذات ودواخلها، ومن أخطاء من حولها امتلكت بحق مرآة العواقب التي لا يملكها سوى ذي التجارب الذي لا يؤمن بنقطة الوسط وأنصاف الحلول، وكلها فلسفات. تذكر.. مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة.
النجاح لا ينتهي، والفشل كذلك، لكن آفة النجاح سلاحه ذو حدين فهو نعمة إذا حوفظ على دوامه بالشكر لله والتواضع، ونقمة إذا رافقه الغرور والأنانية وإفرازاتهما السيئة في المجتمع حيث يفرزان الأسوأ في التعامل الإنساني.
الحياة فلسفة، فلنفلسف حياتنا بإيجابية ونتعايش مع تناقضاتها.
[email protected]