وقدم السفير «بشير» في حوار خاص لـ «اليوم»، خلال زيارته مكتبها بالرياض، شكره للمملكة العربية السعودية على ما تقدمه للسودان وشعبه في مختلف المجالات، وعلى وجه الخصوص الجسر الجوي الذي وجه به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «حفظه الله» عبر المركز لتخفيف معاناة المتضررين من السيول والفيضانات الغزيرة التي ضربت السودان مؤخرا وأدت لخسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات، وتأثر منها أكثر من نصف مليون مواطن وعدد كبير من المنازل في 15 ولاية وتهدم مقار بعض المصالح الحكومية والمؤسسات والمتاجر.
وأشاد بالعلاقات التاريخية التي تجمع البلدين الشقيقين، والدور الحيوي الذي يقوم به مركز الملك سلمان للإغاثة في بلاده، وقال: المملكة تطورت بشكل كبير وكل زيارة تجد فيها تطورا جديدا في مختلف المجالات، سواء الاقتصادية أو التقنية، وهي بلدنا الثاني وأكبر دليل على ذلك الحجم الكبير للجالية السودانية فيها.
كيف ترى الحكومة الانتقالية وعلاقتها مع المملكة والتوافق في الرؤى؟
- الحكومة الانتقالية لديها علاقات كبيرة جدا مع المملكة، وأول زيارة قام بها الفريق عبدالفتاح برهان كانت للمملكة العربية السعودية، وهذه بادرة طيبة تدل على عمق العلاقات والتواصل المستمر بين البلدين والشعبين الشقيقين.
كم عدد الجالية السودانية في المملكة؟
- عددها حسب الإحصائيات مليون و200 ألف سوداني، يعملون في عدد من المهن ما بين العلمية والأطباء والمهندسين والمعلمين وموظفي بنوك وحتى عمالة عادية، ويخدمهم في المملكة قنصلية في جدة والسفارة في الرياض، وقريبا سنرى مكاتب لخدمتهم في كل مكان، والسفارة خصصت موظفين للوصول للمواطن السوداني في مكانه الذي يعمل فيه لإنجاز معاملاته وتقديم كل الخدمات التي يحتاجها من تجديد أو خلافه.
هل رصدتم مشاكل تواجه الجالية السودانية في المملكة؟
- لله الحمد.. رغم العدد الكبير للجالية السودانية في المملكة إلا إننا لم نرصد أي مشاكل أو عقبات تذكر، وإن رصدت فهي شيء قليل جدا وهي من المشاجرات ومشاكل مع الكفلاء في بعض الأحيان، ولا يوجد أي مشاكل أمنية، ولم ترصد السفارة إلى اليوم أي مشاكل تتعلق بالإرهاب أو الأمن القومي.
ماذا عن السماح للمواطن السوداني بإدخال سيارته الشخصية للسودان عند انتهاء فترة عمله بالمملكة؟
- حتى الآن الموضوع لا يزال تحت الدراسة، وفي الوضع الحالي يسمح للمواطن بإدخال سيارة ألا يكون مضى على موديلها أكثر من 5 سنوات، وهناك إعفاءات للأثاث المنزلي، ونحن نسعى بكل الجهود بأن يكون للمغتربين إعفاءات بشكل أوسع، فالمغترب قدم لبلده الشيء الكثير ويجب أن يقدم له عدد من التسهيلات.
رسوم تجديد الجواز السوداني لا تزال مرتفعة؟
- نعم الرسوم مرتفعة ونحن نسعى في العام المقبل -إن شاء الله - أن يكون هناك بعض التخفيض.
هل هناك اتفاقية تبادل للسجناء والمحكومين بين المملكة وجمهورية السودان؟ وأيضا حجم التبادل الثقافي بين البلدين؟
- نعم لدينا اتفاقية تبادل بين السودان وكل الدول العربية، وأيضا هناك تبادل ثقافي كبير بين المملكة والسودان ولاحظت وجود طلاب في الجامعات السودانية وفي الكليات السودانية، والشهادة السعودية تتم معادلتها في السودان وتقيم هذه النتيجة وعلى ضوئها يقوم الطالب باستيفاء شروط القبول في الكليات.
هل في السودان تصنيف خاص بالجامعات؟
- لا يوجد في السودان ما يسمى جامعات «وهمية» وكل جامعة موجودة على أرض الواقع ولكن هناك بعضها لا تزال جديدة ولم تحصل على الاعتراف في المملكة.
هل لديكم إحصائية عن عدد التأشيرات الممنوحة لمواطنين سعوديين لزيارة السودان خلال العام الماضي؟
- أصدرت سفارة السودان في المملكة عددا يتراوح بين 7 إلى 8 آلاف تأشيرة لزيارة السودان خلال عام 2019 الماضي.
حدثنا عن السودان بعد الفيضانات.. وكيف رأيتم تفاعل المملكة مع بلادكم؟
- أولا: نشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده «حفظهم الله» على جهدهم وإنسانيتهم وقيامهم بإرسال عدد من الطائرات المحملة بالمعونات للمتضررين السودانيين والتي خففت الكثير من معاناة الشعب السوداني، الذين تأثروا بهذه الأمطار والشعب السوداني يقدر بشكل خاص دور المملكة وهذا ديدنها دائما الوقوف مع الأشقاء في كل الظروف.
ولا شك أن تلك الفيضانات خلفت ضررا كبيرا وتأثر منها أكثر من نصف مليون مواطن وتضرر منها عدد كبير من المنازل في 15 ولاية، وعدد كبير من المصالح الحكومية والمؤسسات والمتاجر تهدمت وهذه الكارثة لم تحصل من 100 عام على السودان، وسجلت نسبة المياه ارتفاعا كبيرا لم تشهد له البلاد مثيلا.
ما أبرز المنتجات التي تصدرها السودان؟
- السودان تصدر للمملكة عددا من المواشي وبعض الفواكه، والتوابل المستعملة في الطهي والحبوب الزيتية والآن نحاول أن نزيد إنتاج الصمغ العربي كون السودان الدولة الأولى عالميا في إنتاجه، وحجم التبادل التجاري بين السودان والمملكة بلغ في عام 2019 حوالي 4,6 مليار ريال سعودي.
كيف تنظرون إلى مستقبل بلادكم؟
- الكل يسعى لتغيير السودان إلى الأفضل في الحياة السياسية، الأفضل اقتصاديا، الأفضل ثقافيا والأفضل اجتماعيا بعد ثلاثين عاما من الحكم الشمولي، والآن نحن في مرحلة جديدة من العهد الجديد والانفتاح نحو العالم بعد رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ونرى - إن شاء الله - بعد أن تم هذا الأمر أن المستقبل سيكون مزدهرا.
هل المقابل المالي في المملكة أثر على الجالية السودانية في المملكة؟
- لم يؤثر بشكل كبير ومن خلال التقارير التي اطلعت عليها نسبة المغادرة للجالية السودانية كانت وفق المعدل الطبيعي ولم نسجل نسبا كبيرة عن المعتاد.
تمت تسمية السفير عادل بشير حسن، سفيرا فوق العادة، ومفوضا للسودان لدى المملكة العربية السعودية.