«العالم سيحتاج إلى الكثير من النفط والغاز لفترة طويلة جدا»..«خلال الربع الثاني من عام 2020، عندما انخفضت أسعار النفط إلى ما دون الصفر، أعلنت شركات خدمات حقول النفط العملاقة عن تخفيضات كبيرة في التكاليف»جيفري ميلر الرئيس التنفيذي لشركة هاليبرتون
خفضت شركات خدمات الحقول من تكاليفها هذا العام؛ نتيجة مرور عملائها من شركات النفط بفترة صعبة، والآن تبحث الشركات المتخصصة في أعمال الحفر والتنقيب عن القطاعات الأخرى، التي يمكن أن تحل محل شركات النفط وتوفر قاعدة جديدة من العملاء لها.
وخلال الربع الثاني من عام 2020 - عندما انخفضت أسعار النفط لفترة وجيزة إلى ما دون الصفر - أعلنت شركات خدمات حقول النفط العملاقة شلمبرجير وهاليبيرتون وبيكر هيوز عن إجرائها تخفيضات كبيرة في التكاليف، وكثير من هذه التخفيضات سيكون بشكل دائم.
والآن بعد أن أثبتت تلك الخطوات نجاحها، وبعد إعلان نتائج الربع الثالث من هذا العام، تفكر شركات خدمات الحقول في الخطوة التالية لإنقاذ نفسها من الأزمة، بما في ذلك التعاون مع قطاعات جديدة، وقطاع الهيدروجين، واحتجاز الكربون والطاقة الحرارية الأرضية.
ويبدو هذا الحل مناسبًا لإنقاذ شركات خدمات الحقول، خاصة من الناحية الجغرافية، حيث يواجهون أسوأ انخفاض من نوعه في عدد الحفارات المستخدمة في أمريكا الشمالية، ويصبّون تركيزهم الآن على عمليات الشركات الدولية الأكثر مرونة مثل شركتي شل Shell وبريتش بتروليوم BP، اللتين تتخذان خطوات كبيرة نحو الاستثمار في مجال الطاقة النظيفة.
وحسب إحصاء أجرته شركة هاليبرتون Halliburton، انخفض عدد منصات الحفر في الولايات المتحدة بنسبة 35٪ في الربع الثالث على التوالي، بينما انخفض عدد الحفارات الدولية بنسبة 12٪. ويظهر مدى سوء هذه الأرقام عند النظر للصورة الأكبر، ومقارنتها بأرقام الانخفاض في الربع السابق من العام، الذي بلغ 50٪ في الولايات المتحدة، و22٪ حول العالم.
وكانت محاولات شركات خدمات الحقول لإنقاذ القطاع النفطي طموحة جدًا حتى الآن، حيث أكدت هاليبيرتون في إعلان أرباحها، يوم الإثنين الماضي، أن معظم نفقاتها الرأسمالية ستظل مركّزة في أعمالها الأساسية للخدمات النفطية. بينما أوضحت شركة بيكر هيوز Baker Hughes، في إعلان أرباحها، صباح الأربعاء الماضي، أن طموحها الهيدروجيني بمثابة «هدف طويل الأجل».
وفيما يمكن اعتباره خطوة كبيرة جدًا من الناحية الرمزية، تركّز الكثير من أعمال شركات خدمات الحقول على الأنشطة كثيفة الكربون إلى جانب الطاقة الحرارية الأرضية.
والجانب الجيد في نتائج الربع الأخير أنها أظهرت تحسّن أرباح الشركات في وقت صعب. فعلى الرغم من الانخفاض في الإيرادات للربع المنتهي في 30 سبتمبر مقارنة بالربع السابق، سجلت شركة شلمبرجير زيادة متتابعة بنسبة 87٪ في الدخل التشغيلي. وعاد الهامش التشغيلي لشركة هاليبرتون إلى النمو الإيحابي بعد ثلاثة أرباع متتالية من الخسائر.
أيضًا، سجلت شركة بيكر هيوز زيادة متتالية في الإيرادات بفضل قطاع الآلات التوربينية، الذي يتمتع بقاعدة عملاء أقوى من غيره، بما في ذلك الشركات العاملة في مجال محطات التسييل وخطوط الأنابيب ومصانع البتروكيماويات.
وتأتي الأرباح الإضافية في الوقت الذي يزداد فيه التوجه نحو اندماج شركات النفط الأمريكية. وخلال هذا الأسبوع وحده، تم الإعلان عن صفقتي اندماج بين شركات التنقيب والإنتاج المستقلة، وكانت آخر صفقة بين شركة بايونير ناتشورال ريسورسز وشركة بارسلي إنيرجي، وربما يكون هذا التوجّه بداية لموجة من صفقات الاندماج الأخرى. ورغم أن الاندماج يكون مفيدًا لشركات النفط نفسها، إلا أنه سيئ بالنسبة للشركات التي تقدّم الخدمات لها.
ومع ذلك، قال جيفري ميلر الرئيس التنفيذي لشركة هاليبرتون أثناء إعلان أرباح الشركة، يوم الإثنين الماضي، إن الشركة تعتقد أن «العالم سيحتاج إلى الكثير من النفط والغاز لفترة طويلة جدًا».
وبالتالي، ومن وجهة نظر المستثمرين الذين يوافقون ميلر في الرأي، يكون الاستثمار في شركات خدمات حقول النفط أرخص من الشركات الأخرى في قطاع الهيدروكربونات.
ووفقًا لبيانات شركة أس آند بي جلوبال ماركت إنتلجنس، تتداول شركتا هاليبرتون وشيلمبرجير أسهمهما بما يقرب من 30 ضعف أرباح 12 شهرًا المتوقعة، بينما تتداول شركة بيكر هيوز أسهمها 47 ضعف الأرباح المتوقعة، وتتداول أكسون موبيل وشيفرون أسهمها بواقع 74 و52 ضعفًا على التوالي.
ختامًا، أوضحت شركات حقول النفط، أن بإمكانهم دائمًا البحث عن فرص للنمو في قطاعات وأماكن أخرى عندما تسوء الأمور حقًا في قطاع النفط.