وأردف يقول: وقعت احتجاجات وتمرد بين قوات الأمن في أعقاب انتخابات متنازع عليها سعى خلالها الرئيس إيفو موراليس الحاكم لفترة طويلة إلى فترة ولاية رابعة مثيرة للجدل.
وأضاف: في مواجهة احتمالية اندلاع أعمال عنف في الأفق، تنحّى موراليس عن منصبه، وفر من البلاد، وحل محله نظام مؤقت بقيادة السناتور اليميني الهامشي جانين أنيز.
وبحسب الكاتب، أشادت إدارة ترامب بسقوط حكومة يسارية أخرى في نصف أمريكا الجنوبية، وربطت حكم موراليس بالأنظمة المحاصرة في فنزويلا ونيكاراغوا، حيث قال الرئيس الأمريكي في بيان في نوفمبر الماضي إن رحيل موراليس يحافظ على الديمقراطية ويمهد الطريق للشعب البوليفي لإسماع أصواته، بما يعني الاقتراب خطوة واحدة من تحقيق هدف أن يكون نصف الكرة الغربي ديمقراطي تمامًا ومزدهر وحر.
وتابع: لكن، بعد عام تقريبًا، انقلبت الأمور. يوم الأحد الماضي، أعطى الناخبون البوليفيون فوزًا ساحقًا في الانتخابات الرئاسية للويس آرس، حليف موراليس ووزير المالية السابق.
وأردف: قد يعود موراليس إلى وطنه بعد أن أمضى وقته خلال العام الماضي بين المكسيك والأرجنتين، على الرغم من أنه قد يواجه اتهامات قانونية.
وبحسب الكاتب، فإن موراليس كان آخر القادة الباقين على قيد الحياة فيما يسمى بـ «المد الوردي»، وهي حقبة بدأت في منتصف العقد الأول من القرن الحالي عندما برز القادة الشعبويون اليساريون في المقدمة في أمريكا اللاتينية كجزء من رد فعل عنيف واسع النطاق على سنوات طويلة من الحكم الذي تقوده النخبة النيوليبرالية.
وأشار إلى أن من بين هؤلاء كان الزعيم الفنزويلي هوغو شافيز والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.
وأضاف: مثلهم، قام موراليس بحملة من أجل المضطهدين والفقراء، حيث قام بتأميم موارد الدولة، وأشرف على الحد من الفقر بشكل كبير وعمل على النهوض بمجتمعات السكان الأصليين في البلاد.
وتابع: بحسب البعض، خلال فترات رئاسة موراليس الثلاث، كان للاشتراكيين الفضل في حملة ناجحة لتحويل بوليفيا إلى زعيمة في جهود مكافحة الفقر في أمريكا اللاتينية. في الوقت نفسه، تبنى نهجًا اشتراكيًا خفيفًا بالحفاظ على سياسات صديقة للأعمال نسبيًا، لا سيما بالمقارنة مع الحكومة الاشتراكية الأكثر قمعًا وشدة في فنزويلا.
وأردف: لكن موراليس أصبح شخصية مثيرة للاستقطاب في السنوات الأخيرة من حكمه، خاصة عندما ألغت محكمة بوليفية حكمًا يتعلق باستفتاء عام 2016، الذي صوّت البوليفيون خلاله ضد تمديد حدود الولاية المنصوص عليها في الدستور.
ومضى الكاتب يقول: رأى معارضو موراليس أنه طاغية محتمل وصوّروا استيلاءهم على السلطة بأنه استعادة للديمقراطية في البلاد. لقد انضموا إلى صفوف رد الفعل المناهض لـ «المد الوردي» الذي شهد بالفعل صعود الرئيس اليميني المتطرف المثير للجدل جايير بولسونارو في البرازيل.
وتابع: لكن ديمقراطية بوليفيا أعادت حركة موراليس إلى السلطة. واجهت الرئيسة المؤقتة جانين آنيز غضبًا واسع النطاق بسبب سوء إدارتها لوباء فيروس كورونا، فضلًا عن قمعها الوحشي لليسار وأنصار موراليس. كما أرجأت موعد الانتخابات مرارًا وتكرارًا، مما زاد من التصور بأنه نظام مغتصب خائف من فقدان تفويضه الهزيل.
وأردف الكاتب: يقترح بعض الخبراء أنه كان من الممكن تجنب الاضطرابات إذا كان إيفو قد استقال كما كان مطلوبًا دستوريًا أن يفعل في نهاية ولايته الثالثة.