يأتي ما صرح به مصدر مسؤول في وزارة الخارجية، بأن المملكة العربية السعودية ترفض أي محاولة للربط بين الإسلام والإرهاب، وتستنكر الرسوم المسيئة إلى نبي الهدى ورسول السلام محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم أو أي من الرسل عليهم السلام، وتدين كل عمل إرهابي أيا كان مرتكبه، وتدعو إلى أن تكون الحرية الفكرية والثقافية منارة تشع بالاحترام والتسامح والسلام وتنبذ كل الممارسات والأعمال التي تولد الكراهية والعنف والتطرف وتمس بقيم التعايش المشترك والاحترام المتبادل بين شعوب العالم، تأكيدا لمواقف المملكة الثابتة والرافضة لكل قول أو فعل من شأنه إشعال الفتن وبث روح الكراهية والتطرف مهما كان الزمان والمكان.
حين نمعن في تزامن موقف المملكة مع تشديد الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء على أن الإساءة إلى مقامات الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام لن تضر أنبياء الله ورسله شيئا، وإنما تخدم أصحاب الدعوات المتطرفة الذين يريدون نشر أجواء الكراهية بين المجتمعات الإنسانية، وواجب العقلاء في كل أنحاء العالم مؤسسات وأفرادا إدانة هذه الإساءات التي لا تمت إلى حرية التعبير والتفكير بصلة، وإنما هي محض تعصب مقيت، وخدمة مجانية لأصحاب الأفكار المتطرفة، وإيضاح الأمانة أن الإسلام الذي بعث به محمد عليه الصلاة والسلام جاء بتحريم كل انتقاص أو تكذيب لأي نبي من أنبياء الله، كما نهى عن التعرض للرموز الدينية في قول الله تعالى: (وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ)، كذلك مع ما عبرت عنه الأمانة العامة للندوة العالمية للشباب الإسلامي عن بالغ استيائها من نشر الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم التي تمثل إيذاء لمشاعر أكثر من مليار ونصف المليار مسلم.
ونوهت الندوة في بيان أن ذلك يشكل استهدافا مباشرا للرموز والمعتقدات والمقدسات الدينية ويعد خرقا سافرا لمبادئ احترام الآخر ومعتقداته، ويغذي مشاعر الكراهية.
فهذه المعطيات الآنفة الذكر، تأتي في مضامينها كدلالة أخرى لذلك النهج الراسخ والمواقف العقلانية والمسؤولة للمملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين في مختلف القضايا امتدادا لدورها الرائد وجهودها المستديمة في التصدي لكل نيران الفتن ودعم كافة المبادرات والمساعي التي تضمن الأمن والسلام إقليميا ودوليا.