DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

تفوق واشنطن يعتمد على استيعاب دروس نجاح بكين

تفوق واشنطن يعتمد على استيعاب دروس نجاح بكين
تفوق واشنطن يعتمد على استيعاب دروس نجاح بكين
استقبال الرئيس الصيني في قاعة الشعب بمناسبة ذكرى مشاركتهم في الحرب الكورية (رويترز)
تفوق واشنطن يعتمد على استيعاب دروس نجاح بكين
استقبال الرئيس الصيني في قاعة الشعب بمناسبة ذكرى مشاركتهم في الحرب الكورية (رويترز)
عندما أصبح النمو الاقتصادي المذهل للصين واضحا للجميع خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بدأ الناس يتساءلون عما إذا كان نموذج رأسمالية الدولة المستبدة في الصين يتفوق على نموذج رأسمالية الدولة الأكثر ليبرالية في الولايات المتحدة، وكان من الممكن حتى وقت قريب رفض هذه التصورات، ولكن النجاح الصيني يتواصل فيما يستمر التراجع الأمريكي.
ويقول الكاتب والمحلل الاقتصادي الأمريكي نوح سميث في تحليل بعنوان «لدى الصين أشياء قليلة تعلمها للاقتصاد الأمريكي» نشرته وكالة بلومبرج للأنباء: إنه إذا أرادت الولايات المتحدة المحافظة على قوتها النسبية ومكانتها كنموذج عالمي، عليها إجراء بعض التعديلات الكبرى.
معدلات نمو
والحقيقة أن النمو الاقتصادي السريع للصين ليس دليلا في حد ذاته على تفوق النظام الصيني. فأي دولة تستطيع تحقيق معدلات نمو عالية للغاية إذا ما كانت تنطلق من نقطة شديدة الانخفاض، إذا ما تبنت سياسات صحيحة، كما كان الحال بالنسبة للصينيين قبل عقدين من الزمن، وفي حين تحتاج الدول المتقدمة إلى ابتكار تكنولوجيات جديدة لتحقيق النمو، يمكن للدول النامية تقليد هذه التكنولوجيا والأفكار، وحتى بعد عقود من النمو الاقتصادي الهائل ورغم الحجم المهول للاقتصاد الصيني، فإن الصين ما زالت أفقر كثيرا من الولايات المتحدة من حيث نصيب الفرد من الدخل القومي.
وما زالت الأسرة الصينية التقليدية تعيش في منزل أصغر وتمتلك عدد سيارات أقل وفرصا أقل للسفر والترفيه مقارنة بنظيرتها الأمريكية، بحسب تحليل نوح سيمث.
ولكن في السنوات الأخيرة ظهرت الصين قادرة على منافسة الدول المتقدمة في قيادة التقدم التكنولوجي وهو أمر لا تستطيعه أغلب الدول متوسطة الدخل، فالصين الآن منافس قوي للولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي وتتقدم السباق في مجال بناء شبكات اتصالات الجيل الخامس.
تفوق وريادة
وأصبحت الصين مقرا لأكبر شركة منتجة للطائرات المسيرة بدون طيار في العالم، كما تنتج أسرع القطارات في العالم وأصبحت رائدة في مجال الهندسة الوراثية، الأكثر من ذلك فإنها أرسلت رحلة فضاء تستهدف الوصول إلى كوكب المريخ، ومع كل هذه الابتكارات يصبح من الصعب استبعاد الصين من صفوف الدول الرائدة في العالم رغم استمرار ضعف مستوى المعيشة فيها.
هذا النجاح الصيني يتراكم، إلى الدرجة التي دفعت مجلة إيكونوميست العريقة المدافع التقليدي عن أفكار السوق الحرة، تردد مؤخرا فكرة أن الرئيس الصيني شي جينبينج قد يؤسس شكلا من أشكال رأسمالية الدولة يحقق النجاح بالفعل.
ورغم أن الحديث عن تلاشي النموذج الأمريكي قد يكون سابقا لأوانه، فإن الولايات المتحدة تحتاج إلى القيام ببعض التعديلات المهمة إذا أرادت التصدي للمنافسة الصينية، بحسب نوح سيمث.
الحرب الباردة
ويرى سميث الذي يعمل أستاذا للتمويل في جامعة بروك ستون الأمريكية أن أفضل طريقة للتعامل مع التحدي الصيني هي الطريقة التي استخدمتها الولايات المتحدة في مواجهة الاتحاد السوفيتي السابق في سنوات الحرب الباردة.
ففي تلك الفترة وفي مواجهة الإنجازات العلمية والتكنولوجية التي حققها الاتحاد السوفيتي في بدايات النصف الثاني من القرن العشرين، ضخت واشنطن استثمارات ضخمة في مجال العلوم والأبحاث والتطوير. ويمكن اللجوء إلى نفس المنهج في التعامل مع الصين.
وسيكون قانون «جبهة بلا نهاية» الأمريكي الذي يزيد الإنفاق الاتحادي الأمريكي على الأبحاث بمبلغ 20 مليار دولار خطوة أولى جيدة. فتحقيق تقدم علمي سريع في مجالات مثل شبكات الاتصالات اللا سلكية والذكاء الاصطناعي وتخزين الطاقة سيساعد في المحافظة على التفوق الصناعي للولايات المتحدة كما حدث في القرن العشرين.
الموارد الأمريكية
وبحسب نوح سيمث الحاصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة ميتشيجان الأمريكية فإنه على الولايات المتحدة تحديث مواردها البشرية. لذلك فإن إنقاذ الجامعات الأمريكية المتعثرة وتوسيع شبكة الرعاية الصحية لتشمل جميع الأمريكيين ستكون خطوات مهمة في هذا الاتجاه، كما أن القضاء على جائحة فيروس كورونا المستجد باتخاذ إجراءات الصحة العامة وهي ضرورية للغاية إلى جانب تطوير اللقاحات المضادة للفيروس تعتبر مهمة ملحة أيضا في الولايات المتحدة.
ورغم كل ذلك، فإن النموذج لم يحقق التفوق حتى الآن، ولكن إذا رفضت الولايات المتحدة التعلم من النجاح الصيني وتعدل نظامها لتقوية نقاط الضعف فيه، سيأتي اليوم الذي يوافق فيه العالم على أن الصين عثرت على طريق أفضل للتقدم والازدهار، الأمر متروك لقادة الولايات المتحدة والناخبين لمنع حدوث هذا التحول لصالح التنين الصيني.