عندما تكون اهتمامات الشخص هي الرقم الأول في سلم الوصول إلى غاياته، ستكون قناعاته تبعا لها، وسيرى علاقاته أكثر وضوحا ومتانة - بتحديدها دون عشوائية - وهي كذلك ستسهم في بناء مهاراته وتطويرها، وستكون ذات فاعلية ومرونة في اكتسابها، وسيبصر أثرها - كذلك - في قدواته، والذين هم وقود إبداعه، وملهمو أفكاره.
لقد تدنت - اليوم - الاهتمامات بفارق كبير عن الأزمنة الماضية، وذلك عند كثير من الناس، فالمتأمل يرى من يجعل الثانويات هي المقياس الأول، والتي لا تصلح أن تكون في قاموس «اهتماماته»، وقد استجاب لها طوعا في كثير من أمور حياته، ولعل ذلك يعود إلى متغيرات الزمن الذي نسابقه ويسابقنا، واجتياح وسائل التواصل الحديثة لأوقاتنا وأعمارنا.
فعلى سبيل المثال: قد نجد أن الثقافة في وقت مضى كانت أحد أهم اهتمامات الأشخاص، واليوم تقلصت كثيرا، فقلما نجد من يجعل الثقافة هي اهتمامه الرئيس، وهمه الذي يسعى له، ومن جانب آخر فقد تغيرت فحوى نقاشات البعض حول الموضوعات المتداولة بينهم، لنجد مخرجاتها سيئة لا فائدة منها سوى التعنت والمكابرة !
بقي القول إنه كلما تغيرت الاهتمامات وبدلت الأولويات بالثانويات، وساءت الغايات، سنكون في معضلة كبيرة، وخسارة عظيمة - لمستقبل غامض وأمد غير مرجو -.
فلنرفع سقف اهتماماتنا، ولنجعلها تعانق سماء الفكر وقمم الحضارة.
@asir_26