هذا العام الصيف استثنائي، وأزمة كورونا حتمت علينا القيام ببعض التعديلات في برنامجنا السنوي... مفهوم العطلة تبخر في الهواء ولم يعد له وجود... خصوصا أننا دخلنا في شبه عطلة فريدة من نوعها منذ بداية الوباء، ومرت الفصول الأولى من السنة ونحن في البيت، وما تسنت لنا الفرصة لنعيش كل فصل كما تعودنا عليه من قبل. استقبلنا الصيف بحفاوة في البداية، وكان قد أقنعنا الإعلام بضرورة تراجع نشاط الفيروس في الصيف... فعلقنا كل آمالنا على هذا الفصل، ولكن تفاجأنا بحدوث العكس تماما.
مما لا شك فيه أن هذه الظروف لا يمكنها أن تكون عائقا أمامنا، ويوجد دائما وجه مضيء لكل أزمة نعيشها. في هذا الصدد، منا من قرر في إجازته أن يصاحب الكتب ليطور من مستواه في مجال يهمه ويروق له... ومنا من أصبح يحضر دورات تكوينية مجانية أو مدفوعة في التنمية البشرية ليطور من نفسه ويرتقي على المستوى الشخصي والمهني... ومنا من قرر أن يخصص وقته لأطفاله والتقرب من أسرته قدر الإمكان. ومنا من قرر الانعزال عن الناس والصوم للرحمن للرفع من مستوى طاقته وتجديدها في جو روحاني محض... وآخرون قرروا الاستمتاع ببساطة الحياة كأن يحضرون الوجبات لأنفسهم ولمن يحبون وأن يستمعوا كل مساء لأغانٍ خالدات من الزمن الجميل في جو عائلي رقيق.
سيمضي هذا الصيف وستمر هذه الأزمة من دون شك، وبعد الظلام سنرى النور، وبعد الهدم سيأتي البناء... هذه سنة الحياة التي أنزلها تعالى على عباده المخلصين، فلنكن من الصابرين والمتفائلين والذوات المرنة التي تتماشى وظروف الحياة وتجعلها بداية لغد أجمل.
دمتم متفائلين.
alharby0111@