هل أصبح الإسلام أداة للغرب ــ سواء أوروبا أم أمريكا ــ ليكون الإسلام أداة وسلاحا يقوّي من مراكزهم، ويعطيهم أكثرية للتصويت، حينما يتهجمون على الإسلام والمسلمين؟ ها هو (ترامب) يقول سأقضي على الإسلام الراديكالي وكأنه يُلمّح إلى أن «الإرهاب» لا يزال «مُرتبطا بالإسلام» وكأنه يستجدي الناخبين ويشحن عواطفهم بالتحذير من «الإرهاب الإسلامي» لأجل التصويت له وكأننا أصبحنا نُعادي العالم أجمع وأن الإسلام سبب التدهور، والانفلات، والفوضى في شرق الأرض وغربها! ماكرون (الرئيس الفرنسي) يتهم الإسلام عامة بالإرهاب ولا يربُط المعتدين على الضحايا في «كاتدرائية نوتردام» في (نيس) بمجموعة مُتشددة أتت إلى بلاده ودعمها هو وحكوماته الماضية واحتضنوا المُتشددين، وقد حذر الرؤساء العرب ــ قبل عشرات السنوات ــ حذروا أوروبا من دعم التطرّف والمُتطرفين، والمُتشددين ولكنهم لم يسمعوا كلام الملك عبدالله والرئيس المصري حسني مبارك -رحمهما الله- حينما حذرا أوروبا من الإرهاب والإرهابيين، والمُتطرفين، ودعمهم، واحتضانهم فكانت النتيجة أن لامست النيران أطراف ثيابهم!
شاب لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره أتى «مُهاجراً» من المغرب العربي فماذا كان يحمل في جوفه، وعقله، ولماذا دخل الكنيسة وقتل من قتل وما هي الأجندة التي أتت به، ومن شحن دماغه «بالكراهية» و«العُنف» وجعل من القتل والدماء سلاحه وشهادة له «لدخول الجنة»، وانتقاما من «الغرب الكافر» -بحد علمهم- وثقافتهم؟ من أوصل «الكراهية» إلى عقول هؤلاء الشباب؟
والسؤال المُهم، والأكبر، والأعظم: من أسس (داعش) ودعمها، ومن دعم (الإخوان) وأيدهم، وكيف كانت «سياسة أوباما وهيلاري كلينتون»، وما موقف أمريكا من هؤلاء، وكيف سيكون عليه الموقف بعد انتخابات نوفمبر، وهل سيأتي بايدن ليُعيد سياسة «اوباما» أم أن «ترامب» سيوفي بوعده ويُفكك خلايا الإرهاب ويوقفها عند حدها؟
والنقطة المُهمة.. أين دورنا نحن كمسلمين من تحسين الصورة، والقضاء على «الإعلام المُعادي»، وتفكيك «الخلايا الإرهابية»، وليست مُجرّد شعارات واستنكار وبيانات شجب؟!
هُناك بؤرة عميقة تُغذى.. فهل نُوقفها ونُوقف (النبع) ونستأصله من جذوره ليجف تماما؟
salehAlmusallm@