أيضا هناك بعض من الناس يخشون على رزقهم مع أنه مقدر لهم، ويتحاسدون مع أن الحسد اعتراض على نعمة الله ورزقه، ألم يُكتب رزق الإنسان وهو في بطن أمه؟ ألم يُكتب عمله وأجله؟ وشقيا كان أم سعيدا؟ فلماذا نخاف؟.
وكيف نحاسب الناس على الأرزاق؟، وهو القائل سبحانه (وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ).
وتختلف درجات الرزق التي يسخرها الله سبحانه وتعالى لعباده، فقد يرزق بعضا من عباده الذرية، وقد لا يرزق البعض، قد يرزق البعض المال، والبعض الآخر يُحرم منه، وقد يعطي الله فيمنع، وقد يمنع فيعطي، وفي الآية الكريمة (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ)، أي أن حكمة الله قضت بتوزيع الرزق لكي لا يتجاوز البعض ولا يفسدوا في الأرض.
ونستغرب من البعض الذين يقيمون الدنيا ويشعرون بأن الحياة انتهت عندما يفقدون أعمالهم الوظيفية، مع أن الكثير من الأشخاص نجحوا بعد إقالتهم أو استقالتهم من العمل، وكيف أن ذلك كان أفضل ما حدث لهم في حياتهم، كل هذا رزق من الله سبحانه وتعالى، حيث إن الرزق قد يكتب بعد الوظيفة.
وهنا نستذكر قصة الرجل الذي طلب من ابنه البحث عن عمل ليقتات منه، فاستجاب الابن لطلب والده فذهب ولم تمضِ إلا ساعات حتى عاد فسأله والده: لماذا رجعت؟، فقال الابن: يا أبي جلست تحت شجرة فإذ بغراب مريض موشك على الموت، فسألت كيف لهذا أن يقتات؟، وأضاف شارحا: وفجأة جاء أسد بغنيمة كبيرة أكل منها ما أراد، فذهب وبقي بعض الفتات بعد أن أنهى وشبع، فذهب الغراب وأكل من هذا الفتات فعلمت أن الرزق مضمون فرجعت.
فقال الأب: ألا تحب أن تكون أسدا يقتات الناس من فضله بدلاً من أن تكون غرابا يتفضل عليه الناس.
فكن أنت الأسد الذي يأتي للناس بالخير ويفيد الآخرين، ولا تكن من الغافلين، فإن الله هو الرزاق ذو القوة المتين.
[email protected]