من أطرف العبارات التي قرأتها أن لصا سرق مالا من حقيبة ولما فتحها وجد دعاء فيها يقول: اللهم احفظ مالي ولا تجعله عرضة للسرقة، فقال اللص لجماعته أرجعوا المال لصاحبه ! فتعجبوا منه وسألوه لماذا؟ أجاب نحن لصوص مال ولسنا سراق عقائد. لا أريد لهذا الرجل أن تهتز عقيدته بالدعاء. جمال هذه العبارة جعلني أتوقف كثيرا وأكاد أجزم بأن هؤلاء اللصوص أو من يسرقون الأموال أو غيرها من بيوت الناس أو من المحال التجارية لديهم فكر كبير ولديهم وازع ديني، لكن قد يكون اكتسبوا هذه الأنماط السلوكية من البيئة التي يعيشون بها وتعتبر البيئة مجالا خصبا لاكتساب الفرد سلوكيات إما تكون إيجابية أو سلبية، وأكبر دليل أحيانا نجد من بين هؤلاء اللصوص من ليس بحاجة للمال، ولكن تأثره بالأقران له دور كبير لممارسة هذا الدور السيئ في ظل غياب كبير لدور الأسرة بالمتابعة والجلوس معه والاستماع لمشاكله وهمومه ومعرفة من يذهب معه ومن يصادق ومتى يخرج ومتى يدخل، هناك من الآباء من يترك الحبل على الغارب ويريد في النهاية مخرجات جيدة والبعض منهم يردد كلمة المصلح الله، كلنا ندرك بأن الله سبحانه وتعالى هو مدبر الأمور ولا يحصل توفيق للعبد إلا بإرادته ولكن يجب علينا كأولياء أمور أن نبذل الأسباب في عمليات التربية والتوجيه لأبنائنا وبناتنا، لو كان هناك مستشارون أسريون ومتخصصون في مجال العلاج النفسي والسلوكي والمعرفي يكون لهم دور وتعاون مع الجهات الأمنية التي تقبض على هؤلاء اللصوص للجلوس معهم لمعرفة الدوافع التي دفعتهم لممارسة السرقة، ربما يكون هناك معرفة للخلل الذي جعل هذا الفرد يقوم بالسرقة، وبالتالي تشخيص العلاج وتسدد الحاجة، وهذا إصلاح وتهذيب للسلوك، بدلا من الزج بهم بالسجون وإثقال كاهل الدولة في المصروفات والنفقات، في هذه السجون قد يتعلم ويكتسب سلوكيات جديدة غير جيدة نتيجة اختلاطهم مع مساجين آخرين قضاياهم مختلفة، وبذلك لم نعالج قضية بل نزيد من رصيد اللصوص والمجرمين.
alnems4411 @