وهو تأثير متوقع لما يحققه العمل لكثير من الناس من راحة ورضا نفسي وأمان وظيفي، وفي المقابل بداخل أسوار بعض المنظمات أو الشركات يعيش أفراد حياة مثالية من الالتزام بالقواعد والإجراءات الخاصة بالسلامة ليس حبا في الالتزام وإنما لأن حياته الوظيفية تعتمد على مدى التزامه بهذه القواعد والإجراءات لكنهم في المقابل تجدهم خارج مقار أعمالهم يعودون لطبيعتهم التي اعتادوا عليها في حياتهم اليومية من عبث في الأنظمة والقوانين إما لتنشئتهم الاجتماعية غير المنضبطة أو لرغبتهم في التحرر من القيود التي تفرضها أنظمة العمل عليهم.
فعلى سبيل المثال كثيرا ما نلاحظ في مجتمعنا بعض التصرفات مثل الوقوف الخاطئ في الأسواق أو عند المساجد لأشخاص تحمل سياراتهم ملصقات تشير إلى جهات حكومية أو شركات صناعية هي ملتزمة بالسلامة والإجراءات المرورية وتحث موظفيها عليها في كثير من رسائلها للموظفين أو حتى للمجتمع الخارجي. وكثير من السلوكيات السلبية التي نشاهدها في شوارعنا وفي حياتنا اليومية هي من أشخاص نعتقد أنهم لا يقومون بهذه السلوكيات في مقار أعمالهم. ولذا نعتقد أن تأثير أنظمة العمل على حياتنا الشخصية والسلوكية كبير جدا ويحتاج من جهات الأعمال التركيز عليه عبر برامج متعددة للتواصل الداخلي تعزز من السلوكيات الإيجابية وتدعو إلى تجنب السلوكيات السلبية، وإقامة برامج تدريبية ليس للموظفين فحسب بل تمتد هذه البرامج لتشمل أسر الموظفين عبر اللقاءات الاجتماعية أو حتى عبر الرسائل التوجيهية التي ترسل عبر الموظفين.
ولعل الباحثين في مجال الإدارة وعلم النفس يمتد أثر بحوثهم ليشمل بشكل أعم تأثير الأعمال الإيجابي على سلوكيات الموظفين وأسرهم.
dhfeeri@