الإنسان عدو ما يجهل، هذه المقولة تُفسِّر الكثير من الظواهر والسلوكيات التي يقوم بها البعض في هذا الزمن. فالجهل بالشيء يدفع الإنسان -أحياناً- إلى العدائية أو السلبية التي تُسبب المُشاحنات البغيضة بين البشر. في المُقابل فإن استغلال الجهل وتحريف المعلومات يعتبر أداة شيطانية يستخدمها ضِعَاف النفوس لأغراض متنوعة، إما أن تكون اقتصادية أو سياسية أو دينية أو اجتماعية وغيرها من المجالات المُتعددة. ومن هذا المُنطلق، فإن بعض الأفكار المُتطرفة تزداد حماقتها مع انطلاق أي شرارة شيطانية مُفتعلة هدفها زعزعة الأمان وخلق الحروب بأنواعها بين البشر.
فالحمد لله على نعمة العقل والعلم والوعي والحمد لله على نعمة هذه البلاد المُباركة التي سخرت جهودها لخدمة شعبها أولاً والأمة الإسلامية ثانياً. وعلى مَرّ العصور حاول جهلاء العقل والإيمان تأجيج الفتن بحماقتهم للوصول إلى مبتغاهم الشيطاني. وعلى سبيل المثال، ما حدث مؤخراً عندما استُهزئ برسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- والمواقف التي اتخذها البعض لردع الجهلاء والحمقى عن مكرهم. فالمُسلم يجتهد في الدفاع عن حُبِّه لخالقه وللأنبياء والمرسلين. ونحن أُمَّة محمد -عليه الصلاة والسلام- نرفض أن يستغل شياطين البشر والكائدون لنا اعتزازنا بقيمنا الدينية وحُبنا لله ورسوله عليه السلام.
تكريم الله تعالى لأنبيائه عليهم السلام في نزول الشرائع السماوية لتهذيب البشر على جميع الأصعدة. والالتزام بما ورثناه من نبينا الكريم في فن التعامل الأخلاقي وتهذيب العقل والسمو النفسي هو أقل ما نفعله لعبادة الله تعالى وشكره على نعمه والامتثال لأوامره. ولكن وكما ذكرت أعلاه، فإن الاستفزاز العاطفي في القيم الدينية والعقائدية ونشر الفتن من قِبل الأطراف المُتطرفة ما هو إلا هدف كيدي لمصلحة الأعداء والحاقدين. فمهما سعى الجاهل الأحمق والكائد الحاقد في إشعال شرارة الفتنة بِسَب الأنبياء والرُسل، فإن الله تعالى قد كرمهم بعلو منزلتهم وحُبنا لهم والدعاء لهم. فلا يضُرهم قذف أو شتم أو استهزاء شياطين البشر، وبما أننا نجتهد في اتباع منهج رباني وسُنَّة نبوية، فعلينا أن لا نعطي الأعداء فُرصة لنشر الفتن. فأفعالهم الباطلة تُقَابل بالبُطلان والتجاهل والانشغال بحُب الله بالعبادة وأنبيائه بالدعاء لهم. ونحن ولله الحمد كرمنا الله تعالى بِنعم كثيرة وخيرها يعُم ولا يخص. فالبُقع المباركة في أرضنا واجتهاد العلماء في تعليمنا وحماية قادتنا لأرضنا بعد الله تعالى وغيرها من النعم، ما هي إلا دروس نتأملها ونستعين بها لردع الباطل الذي يسعى الحاقدون لاستخدامها لأهدافهم الباطلة.
FofKEDL@