وما دمت قلت ذلك فإنني أقول أيضاً إن من يُحرض على العنف بكلمة أو فعل يسيء للإسلام والمسلمين أكثر من إساءة أولئك المتربصين والمتكسبين من غير المسلمين. قتل نساء أو كهان آمنين في كنيسة ليس تصرفاً كريماً ولا شريفاً ولا يمنح صاحبه وسام البطولة بقدر ما يمنحه وصمة الإجرام والإرهاب. حتى المسيء نفسه لا أحكم عليه أنا أو أنت، بل يحكم عليه القانون الذي يُفترض أن نتعامل معه ونجيش طاقاتنا في اتجاهه لصد هذه الاعتداءات على ديننا ورسولنا، ونبين كم نحن أصحاب رسالة سامية وحضارة رائدة تتعامل مع الإساءات على قاعدة «ادفع بالتي هي أحسن».
لا يكسب الإسلام ولا يكسب المسلمون من أفعال العنف سوى مزيد من الأعداء الذين يتخلقون في أرحام المغانم السياسية لهذا النظام أو ذاك. وبالتالي إذا أردنا أن نحقق مكاسب حقيقية ومؤثرة باعتبارنا مسلمين فعلينا بحسن الخُلق، وبدفع السيئة بالحسنة، وباللجوء إلى القانون الذي يعطينا حقوقنا ويرسخ قدرنا كأمة لا تتعاطى العنف ولا تقبله ولا تُقره ضد أي أحد.