وتابع يقول: بعد عدة سنوات من الحكومات التي تؤيد العمل بنظام السوق، بدأت تيارات اليسار تعود للتدفق مرة أخرى على غرار صعود الزعماء الاشتراكيين في «المد الوردي» الذي اجتاح أمريكا اللاتينية في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
ومضى يقول: بعد نتائج انتخابات بوليفيا، غرد الرئيس البرازيلي السابق لولا دا سيلفا «يعيش الوطن العظيم»، مشيرا إلى عصر المد الوردي الشهير لوحدة أمريكا اللاتينية.
وتابع: كما غرد الزعيم الكوبي ميغيل دياز كانيل مهنئا الرئيس البوليفي الجديد باستعادته وحزبه السلطة التي اغتصبتها الأوليغاركية، بالتواطؤ مع منظمة الدول الأمريكية وبتوجيه من الإمبراطورية الأمريكية.
وأردف يقول: كما أن رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو هنأ موراليس على الانتصار العظيم الذي حققه حلفاؤه.
ومضى الكاتب يقول: بدأ إحياء اليسار في أمريكا اللاتينية العام الماضي عندما عاد البيرونيون إلى الأرجنتين، وطردوا رجل الأعمال ماوريسيو ماكري، وأعادوا زعيمة المد الوردي السابقة كريستينا فرنانديز دي كيرشنر إلى السلطة كنائبة لفرنانديز.
وأردف يقول: بعد بوليفيا، ستختبر ثلاثة انتخابات على طول جبال الأنديز العام المقبل قوة الصعود الاشتراكي.
وتابع: تجري الإكوادور انتخاباتها الرئاسية في فبراير، حيث يتقدم أندريس أراوز، ربيب الرئيس اليساري السابق المشين رفائيل كوريا، في استطلاعات الرأي، ويكافح المرشح التأسيسي غييرمو لاسو لإبعاد نفسه عن شاغل المنصب الحالي وهو محافظ لا يحظى بشعبية.
ونقل عن ريسا غريس تارجو، المتخصصة في شئون أمريكا اللاتينة، قولها: أراوز لديه فرصة جيدة للغاية في التأهل إلى الجولة الثانية. هناك أوجه تشابه سياسية مع بوليفيا والأرجنتين.
وأضاف الكاتب: في بيرو، التي اختارت زعيمًا جديدًا في أبريل، تراجعت شعبية الرئيس مارتين فيزكارا بعد إغلاق كورونا الذي دمر الاقتصاد وفشل في منع أحد أعلى حصيلة وفيات للفرد في العالم. ويتصدر جورج فورسيث، حارس المرمى الوطني السابق، ومتسابق تلفزيون الواقع ورئيس البلدية استطلاعات الرأي حول قوة سجله في مكافحة الجريمة.
ومضى يقول: في تشيلي، حيث ستُجرى الانتخابات في نوفمبر 2021، استؤنفت الاحتجاجات العنيفة ضد عدم المساواة وانخفضت شعبية الرئيس المحافظ سيباستيان بينيرا. ويعد دانيال جادو، العمدة الشيوعي لإحدى ضواحي سانتياغو البالغ من العمر 53 عامًا والذي كان رائدًا في إجراءات مناهضة الخصخصة، من بين المتنافسين المحتملين الذين يمكنهم حصد أعلى الأصوات.
ونقل عن سينثيا أرنسون، مديرة برنامج أمريكا اللاتينية في مركز ويلسون بواشنطن، قولها: أجد صعوبة في التفكير في أن الشيوعي سيفوز في تشيلي. جيل الشباب لديه أفضل فرصة. والشباب في تشيلي هم بالتأكيد أكثر راديكالية من الجيل الأكبر سناً.
وتابعت أرنسون: في بيئة تفضل الشعبويين مثلها مثل اليساريين، لم يكن من الواضح من الذي سيستفيد. بغض النظر عمن سيفوز، فإن مستوى المديونية سيكون قيدًا حقيقيا.
لكن مايكل شيفتر، رئيس منظمة الحوار بين الأمريكيين في واشنطن، يرى أن السياسة الإقليمية تتعلق أكثر بمعاقبة شاغلي المناصب الذين يفشلون في الأداء في الأوقات الصعبة، مضيفا: إذا لم تقدم أداءً جيدًا وتفي بوعودك، فسوف تدفع الثمن.
وتابع شيفتر يقول: حتى لو فاز الاشتراكيون بالانتخابات المقبلة، فإنه يتساءل عما إذا كان هذا سيعلن عن المد الوردي الجديد في أمريكا اللاتينية. لقد دمر فيروس كورونا اقتصادات المنطقة، وانتهت طفرة السلع ونضبت خزائن الحكومة. الظروف مختلفة تماما. إذا رأى موراليس نفسه كزعيم إقليمي في عشرينيات القرن الحالي، فإنه يخدع نفسه.. نحن في واقع مختلف.