بدورها، شكرت وزارة الخارجية التركية، عبر حسابها الرسمي في موقع «تويتر»، نظيرتها السعودية على المواساة في ضحايا زلزال إزمير.
وأعادت الخارجية التركية نشر تغريدة لخارجية المملكة، وأرفقتها بالقول: «شكرًا لكم على تمنياتكم بالسلامة والعافية».
ضحايا الزلزال
كانت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية أعلنت، أمس السبت، عن إدارة الكوارث في البلاد «أفاد»، أن عدد قتلى الزلزال الذي ضرب مدينة إزمير غربي تركيا، الجمعة، ارتفع إلى 25. وقالت الوكالة إن 804 أشخاص أصيبوا جراء الزلزال، مشيرة إلى أن جهود الإنقاذ مستمرة في المباني المتضررة. وتم انتشال ثلاثة أشخاص آخرين أحياء بعد 17 ساعة من وقوع الزلزال.
وبحسب «أفاد»، وقعت هزة ارتدادية بلغت قوتها خمس درجات، صباح أمس، في منطقة سفيريهيسار، في إزمير.
وكان زلزال بقوة 6.6 درجة ضرب إزمير، الجمعة. وقال الرئيس التركي أردوغان في إسطنبول إن السلطات تستخدم «كل الوسائل المتاحة» لمساعدة المتضررين.
ووقع الزلزال على عمق 16.5 كيلو متر في سفيريهيسار، ما أدى إلى ارتفاع منسوب مياه البحر، وتبع الزلزال 19 هزة ارتدادية.
وقال حاكم إقليم إزمير ياووز سليم كوسجر إن أربعة مبانٍ على الأقل انهارت، واجتاحت أمواج مد عاتية «تسونامي» الشواطئ على نطاق محدود في أعقاب الزلزال القوي الذي ضرب المدينة التي تقع على بحر إيجه.
وعرضت قناة «تي آر تي» لقطات للشوارع التي غمرتها المياه والسيارات والقوارب التي تم جرّها بعيدًا، وكذلك المطاعم وأماكن العمل التي تعرّضت للدمار. كما أظهرت عدة سيارات مدفونة تحت الأنقاض.
مملكة الإنسانية
قالت الباحثة في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية د. سمية عسلة لـ«اليوم»: أخذت المملكة على عاتقها دعم كافة الجهود التي تخدم الإنسانية في جميع أنحاء العالم بتقديم الدعمَين المالي والمعنوي، وحظيت هذه المواقف بتقدير شعوب العالم التي عبّرت عن تقديرها للقيادة السعودية.
وبشأن ما حدث في تركيا بسقوط قتلى ومصابين جرّاء زلزال إزمير، قالت عسلة: المملكة تعاملت بإنسانية مع الشعب التركي الذي تعرض لكارثة طبيعية في فترة يعاني فيها من تدهور كبير في ظروفه الاقتصادية، أثر على تراجع مستوى الدخل وتسبب في ضيق الحال، ولم تنظر المملكة لمواقف القيادة السياسية التركية، وما تسببت به من مشاكل بالمنطقة، بل وترفّعت المملكة عن إساءات صدرت بحقها ما يعكس تعامل قيادات المملكة بأخلاق الدين الإسلامي الحنيف.
وأضافت الباحثة السياسية د. سمية عسلة: من عظمة قيادة المملكة أن لديها حِكمًا سياسية وضبط نفس في المواقف العصيبة جعلتها بالفعل جديرة بقيادة العالم الإسلامي، وتعرف القيادة السعودية كيف تفرّق بين المواقف السياسية للقيادة التركية التي تنطوي على إساءات تصدت لها المملكة بقوة، وبين الشعب التركي الذي يمر بظروف إنسانية بالغة الصعوبة ويحتاج إلى دعمَين مادي ومعنوي لعبور محنته القاسية.
مواقف نبيلة
وقال الباحث في العلاقات الدولية محمد شعت: دومًا تعطي القيادة السعودية درسًا في الإنسانية من خلال مواقفها النبيلة تجاه شعوب العالم خصوصًا في الأزمات والكوارث، وأتمنى من القيادة التركية أن تعطي الدرس جيدًا وتدرك تسامح المملكة ومواقفها الإنسانية التي تُعدّ نموذجًا يُحتذى به.
وشدد الباحث في العلاقات الدولية أحمد العناني على أن مواقف المملكة دومًا تعكس رؤية صائبة تجاه أغلب القضايا السياسية، فضلًا عن الدور الإنساني الذي تتميّز به المملكة، والذي منحها بجدارة مسؤولية قيادة العالم الإسلامي، لافتًا إلى أن تعاملها الإنساني مع كارثة زلزال تركيا هو درس في النبل ومكارم الأخلاق.