الحديث عن الدور الإنساني، الذي تقوم به المملكة العربية السعودية تجاه الدول الشقيقة والصديقة، بل تجاه دول العالم حديث طويل، ومع أنه ليس من طبع المملكة أن تتحدث كثيراً في هذا المجال إلا أن بعض المواقف تتطلب ذلك، خاصة ونحن نجد بعض الدول الإقليمية، التي تحاول من خلال أبواقها الإعلامية أن تقلل من أهمية هذا الدور ضمن محاولاتها اليائسة لتشويه صورة المملكة والإساءة إليها، ومن ذلك الحديث المفترى عن عدم استقبال بلادنا لبعض رعايا الدول العربية الشقيقة، الذين اضطرتهم الأحداث في بلادهم للخروج منها مع أن الحقائق، التي يلمسها القاصي والداني تتحدث عن نفسها وترد على هذه الدعايات، فإن ذلك لا يمنع أيضًا من الرد على هؤلاء، خاصة إذا جاء الرد من الأصوات المنصفة في بعض هذه الأقطار، ومن هذه الأصوات إمام وخطيب مسجد التقوى في العاصمة الأردنية عمان، الذي قال في خطبة له مؤخراً، وعلى رؤوس الأشهاد: عجزت دول أوروبا مجتمعة عن استقبال (100) ألف لاجئ إلا بعد أن اضطرت لاستقبالهم بحكم الأمر الواقع، حيث يأتون عن طريق البحر مخاطرين بأرواحهم، مع شروط تعجيزية تفرضها عليهم، بينما تستقبل السعودية مليونين ونصف المليون شقيق سوري، واستقبلت السعودية مليونين من اللاجئين البورميين المسلمين، ولديها (450) ألفا من الأشقاء الفلسطينيين، واستقبلت مليوناً من الصوماليين، واستقبلت أشقاءها اليمنيين، الذين يبلغ عددهم ثلاثة ملايين تقريبًا، ولديها نفس العدد من الأشقاء المصريين، الذين يعملون في شتى المجالات، وأربعة ملايين عامل من باقي الدول العربية يطلبون الرزق الكريم، وتدعم اللاجئين في الأردن وتركيا وغزة ولبنان، وتدعم مليون مركز دعوي حول العالم، وأكثر من عشرة آلاف مسجد في الدول العربية والإسلامية، وألف وخمسمائة مسجد في أوروبا، وتستقبل سنويًا ثلاثين مليون معتمر وحاج، وتدعم الشرعية في اليمن بالسلاح والمال والرجال، وتدعم اقتصاد دول شقيقة مثل مصر والمغرب والأردن والسودان ولبنان واليمن.. وبعد هذا كله يأتي الحاقدون والجهلة ليقولوا: السعودية لم تخدم الإسلام، ويضيف إمام مسجد التقوى في العاصمة الأردنية عمان: والله لا نملك إلا أن نقول: اللهم اجعله في ميزان حسنات الحكومة السعودية والشعب السعودي، لأننا لا نملك أن نجازيهم إلا بالدعاء، والدفاع عنهم حتى الموت حماية لهذا الكيان الإسلامي الشامخ.. وإذا كان ما أوردناه هنا على لسان هذا الشيخ الجليل هو مثال واحد من أمثلة عديدة من شهادات الحق، التي سمعنا الكثير منها على ألسنة الإخوة المنصفين في أكثر من مناسبة، والتي ترد على المرجفين والمفترين، فإن هناك عشرات الأصوات، بل المئات من مثلها، التي تؤكد الدور الإنساني النبيل، الذي تقوم به بلادنا السعودية في سائر المجالات سواء من الأفراد قادة ووزراء وعلماء في شتى البلاد العربية والإسلامية ودول العالم، أو من خلال القرارات والتوصيات، التي تصدرها المؤتمرات المنعقدة في عواصم ومدن العالم في مختلف مستوياتها ومجالاتها، واختلاف الموضوعات، التي تنعقد من أجلها، ومنها ما صدر مؤخراً من تصريحات وقرارات تشيد بالدور السعودي في قمة العشرين، وفي قيادة هذه المجموعة، التي تضم أكبر اقتصاديات العالم، وكذلك إشادة العلماء في مختلف الدول الإسلامية في حرص المملكة على تهيئة سبل استئناف العمرة بعد أن اقتضت ظروف الجائحة توقفها مؤقتاً، أما المساعدات العينية والمادية، التي تقدم للاجئين في مختلف دول العالم، والتي تتعرض للكوارث، فهي أكثر من أن تحصى، خاصة ما يتعلق بمساعدة هذه البلدان في مواجهة وباء كورونا، حيث تقوم المملكة من خلال برنامج الملك سلمان لتقديم كل ما يمكن من المساعدات الطبية والغذائية، ولم يحل دون ذلك انشغالها في مواجهة هذا الوباء محلياً، وحماية المواطنين والمقيمين من آثاره وعواقبه، وفي هذا المجال أيضًا يمكن الحديث عن القرارات، التي تؤكد حق المقيم في الحصول على الإجراءات الوقائية والعلاجية عند الإصابة بهذا الوباء على مبدأ المساواة لما يلقاه المواطن السعودي من وقاية وعلاج عند الحاجة، وأخيراً وليس آخراً قرار مجلس الوزراء الأسبوع الماضي بأن يعطى ورثة المتوفى من الكوادر الصحية والممارسين الصحيين أثناء عمله في مواجهات كورونا تعويضًا ماديًا يبلغ نصف مليون ريال، وأن يشمل ذلك المواطنين والمقيمين على حد سواء كانوا عاملين في المؤسسات الصحية التابعة للدولة، أو في المؤسسات التابعة للقطاع الخاص، ولو شئنا أن نحصي الأدلة والبراهين والردود على افتراءات هؤلاء لضاق المجال، ولكن هذا غيض من فيض، وقليل من كثير يمكن قوله دفاعاً عن الحقيقة وبيانًا لها، وليس ادعاءً ولا منّةً، والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
Fahad_otaish @