شاب ياباني كان يدرس بإحدى الجامعات بدولة أجنبية وكان الدكتور الذي يدرسه يستهزئ بالشعب الياباني وكان هذا الطالب يستمع إليه ويبتسم، فاستغرب الطلبة من ردة فعل هذا الياباني على معلمه وأنه لم يغضب أو يخرج من الفصل الدراسي، فتحدث معه أحد الطلبة قائلا: لماذا لم تغضب على معلمك؟ فقال الطالب الياباني: علمتني أمي أنه إذا كنت في مجلس وكان هناك شخص يستهزئ بي أو ببلدي بأن أتخذ ثلاثة قرارات، الأول الاستماع لحديثه بانصات والثاني أن أبتسم والثالث أن أفكر بمشروع للرد على كلامه عمليا لا عاطفيا، فاستغرب الطلبة من تربيته وقالوا: الآن عرفنا كيف تفوقت اليابان على كثير من الدول بعد تدميرها بقنبلة هيروشيما.
أذكر هذه الحادثة لشاب سألني قائلا: كيف أنصر النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟ فقلت له: طالما أنت أب ورزقك الله بالأبناء فلماذا لا تفكر أن تنصره تربويا، فقال: وكيف ذلك؟ قلت: بأن تطبق هدي النبي وسنته على نفسك وأبنائك، فتكون نصرت النبي عمليا وساهمت في تقوية حب النبي في قلوب أبنائك، قال: وما هي الوسائل التي أستطيع أن أنصر بها النبي صلى الله عليه وسلم تربويا؟ قلت: سأذكر لك (20) فكرة عملية، الأولى أن تبدأ من الولادة بأن تؤذن وتقيم في أذن المولود عندما يأتي، والثانية أن تحنكه بتمرة بأن تمضغها له ثم تدلك فمه وشفتيه ولثته، والثالثة حلق شعره في اليوم السابع، والرابعة ختانه أي تطهيره إذا كان ذكرا، والخامسة العقيقة وهي الذبيحة للمولود، والسادسة أن تكون قدوة لطفلك في تطبيق هدي النبي صلى الله عليه وسلم حتى يقلدك، والسابعة أن تكون رحيما وحليما وسهلا قريبا وأنت توجهه وتربيه وتنصحه، والثامنة ألا تتكلم معه بكلام فاحش أو تشتمه أو تهينه أو تهدده، والتاسعة ألا تضرب أو تستخدم الشدة في غير موضعها، فالتربية تكون بالترغيب تارة والترهيب تارة أخرى، والعاشرة أن تلازم الدعاء فلعلك تدعو في ساعة إجابة كما قال تعالى (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)، ويكون طفلك قرة عين لك عندما تبذل هذه الوسائل التربوية والإيمانية.
فهذه هي العشرة الأولى أما العشرة الثانية فهي أن تعلمهم أركان الإسلام وأصول الإيمان واليوم الآخر وتشرح لهم حكمة أقدار الله تعالى فيؤمنوا بالقدر خيره وشره، والوسيلة الثانية أن تعلمهم خطط الشيطان في إغواء الإنسان، والثالثة أن تسعى لتحفيظهم كتاب الله وتعريفهم بسنة وسيرة المصطفى عليه السلام، والرابعة أن تحبب لهم الصلاة والصيام والدعاء والأذكار، والخامسة أن تحثهم على بر الوالدين وصلة الرحم وإكرام الضيف وحسن الجوار، والسادسة أن تعلمهم كيف يشجعون المعروف ويغيرون المنكر بأيديهم لو استطاعوا أو بلسانهم أو بقلبهم، والسابعة أن تنمي جسدهم رياضيا وعقلهم علميا وتشعرهم بالأمان النفسي وتقوي علاقاتهم الاجتماعية باختيار الصحبة الصالحة، والثامنة أن تعلمهم الأخلاق من صدق وأمانة واحترام وأدب، والتاسعة أن تركز على الأخلاق القلبية فتحذرهم من الحسد والكراهية والانتقام والحقد، والعاشرة وهي العشرون أن تعلمهم التوبة والاستغفار لو أخطأوا في حق الله والاعتذار لو أخطأوا في حق البشر، وزيادة على ذلك أن تشجعهم على العمل الخيري والصدقة بالمال والوقت والصحة والعلم، قال: فهذه عشرون وسيلة في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم، قلت له: نعم ولكنها تحتاج لوقت وصبر وعلم ومهارة حتى تنجح في تطبيقها.
drjasem @