وأضاف: الطبيب الشرعي هو الطبيب الذي يتم الاستعانة بخبرته ومعلوماته الطبية في خدمة العدالة والقضايا الجنائية، لذلك يتطلب عمله أن يكون محايدا بشكل تام، والطب الشرعي في المملكة يعمل ويتكامل مع جهات أساسية، وهي الأدلة الجنائية والمحاكم العامة النيابة العامة ومراكز الشرطة، وتتكامل هذه الجهات لإيضاح الحقيقة وتفسير وفك ألغاز القضايا الجنائية.
قسمان رئيسان
واستطرد قائلا: ينقسم العمل الرئيسي في مراكز الطب الشرعي بالمملكة إلى قسمين رئيسين أو مجالين عامين، أولا: الطب الشرعي التشريحي الخاص بالوفيات، ويتم تحويل أي حالة وفاة غير طبيعية أو مشتبه فيها أو غير معروفة السبب إلى الطب الشرعي، مثل: الوفيات بسبب العنف، والوفيات الناشئة عن السموم، والوفيات في السجون ومراكز الشرطة، والوفيات المثيرة للشك أو غير المفسرة، حيث يتم الاستعانة بالطبيب الشرعي في معاينة مسرح الوفاة والجرائم، ويكون في بعض الأحيان من الضروري وجوده في المسرح بجانب الفرق التحقيقية.
النوع الثاني
وعن القسم الثاني، قال: هو الطب الشرعي الإكلينيكي، ويختص بالقضايا المتعلقة بالأحياء، وتشمل قضايا الاعتداءات الجنسية في الإناث والذكور، وتقدير العمر في مجهولي الهوية، وقضايا تحديد الإصابات، وتحديد نسب العجز والمسميات الشرعية لها. يتكون فريق الطب الشرعي من الطبيب الشرعي، وفني الطب الشرعي «مساعد للطبيب»، وأخصائي أشعة، كما يتم التعامل مع مراكز السموم والكيمياء الطبية الشرعية، وكذلك معامل الفحص النسيجي في المستشفيات لفحص العينات.
توجيهات عليا
وأكمل: من المهم معرفة أن الطبيب الشرعي لا يقوم بأي إجراء إلا بتوجيه من الجهات الشرعية والتحقيقية، وذلك لاعتبار البُعد القضائي والجنائي في الحالات، بحيث إنه لا يمكن أن يقوم أي فرد بطلب فحص من الطبيب الشرعي، بل يجب أن يكون ذلك من جهة عليا أو تحقيقية، وكل قضية في مراكز الطب الشرعي يتم معاملتها بسرية عالية وخصوصية تامة، ويتم أخذ الموافقة على الكشف والتوثيق الفوتوغرافي من المصاب قبل أي إجراء حفاظا على حق المصاب وخصوصيته.
سرعة الإبلاغ
وأكد أنه مما يساعد الطبيب الشرعي والجهات التحقيقية في التوصل إلى النتائج هو سرعة الإبلاغ عن الحالات؛ ليقوم كل فريق بمباشرة مهامه، ولكي لا تفقد الحالة الأدلة المادية المهمة، وكذلك احتفاظ المصاب أو المعتدى عليه بكل ما من شأنه ربط المعتدي بالجريمة كالملابس والآثار.
التأهيل العلمي
واختتم حديثه بقوله: عمل الطبيب الشرعي لا يقتصر على الوفيات والتشريح فقط، بل، كما أسلفت، فإن ذلك جزء فقط من عملنا ومسؤوليتنا، فالطبيب الشرعي مؤهل علميا، وذو معرفة وخبرة ودراية تجعله حلقة الوصل بين الطب والقانون، ومما يطمئن النفس وجود كوكبة أطباء سعوديين أكفاء سيقودون الطب الشرعي في المملكة مستقبلا، ولن نتوانى، كفريق طب شرعي متكامل، عن خدمة الوطن الغالي وأبنائه، وبذل ما نستطيع لتحقيق العدالة.