يقول الإمام أحمد بن حنبل عن أمه: حفظتني أمي القرآن الكريم وأنا ابن عشر سنين، وكانت توقظني قبل صلاة الفجر وتحمي لي ماء الوضوء في ليالي بغداد الباردة، وتلبسني ملابسي ثم تتخمر، وتتغطى بحجابها، وتذهب معي إلى المسجد لبعد بيتنا عن المسجد ولظلمة الطريق! فالأمهات لهن دور كبير وعظيم في حياة الأبناء ويدفعن بهم إلى مصاف الرجال ومصاف العلم وتخطي ظروف الحياة والتعامل مع معطياتها يا لها من دافعية قوية تمارسها الأم تجاه أبنائها، فتعزز في نفوسهم أسس التربية السليمة وطلب العلم ومقاومة عمل الحياة وطقوسها، في هذه الأيام نشاهد كثيرا من الأمهات اللاتي لا ينتمين لسلك التعليم إلا من خلال المنصات التعليمية الحديثة، فسخرت الظروف وتعلمت التقنية من أجل أبنائها، فهي تجلس مع ابنها أو ابنتها الصغيرة على المنصة التعليمية ساعات طويلة من أجل حضور الدرس، والمتابعة مع المعلمة حتى يحضر الأبناء الحصص التعليمية، وهي كذلك أيضا تتابع عمل المنزل، وأحوال الأسرة داخل المنزل، إنه عمل شاق وكبير قليل من يطيقه ويتحمله، ولكن عاطفة الأمومة وحرصها على تقدم أبنائها لكي يتعلموا، ويصبحوا فاعلين في المجتمع ونافعين لوطنهم وأنفسهم تدفعها لهذا الإنجاز الكبير والعظيم والذي تستحق عليه الشكر والتقدير من قبل الجهات المعنية، المنصات التعليمية جعلت الجميع يدرك أهمية المعلم والمعلمة وما لهما من دور فعال في تعليم الأبناء في المدارس والمنصات التعليمية الإلكترونية، والجهود الكبيرة التي يبذلونها، والتي تستحق الثناء من قبل أولياء الأمور. في أوقات سابقة كنا نسمع عن التندر تجاه المعلم أو المعلمة وما يتقاضاه من مرتب لا يستحقه وهو كثير عليه، وكذلك الإجازات الرسمية التي يستحقها، ولكن بعد هذه التجربة الفعلية لولي الأمر الكل بات يدرك الجهود التي كان يبذلها المعلم أو المعلمة في سبيل التعليم، وكذلك الجهود التي تبذلها المدرسة وطاقمها التعليمي في سبيل التربية والتعليم للأبناء وتعديل السلوك، نعود ونقول دور المعلم والمعلمة مهم والأمهات مصانع للرجال. alnems4411 @