وفِي المقابل فإن لسلبياتها الضرر الكبير الذي سيتسبب في حدوث فجوات تربوية أو فكرية أو سلوكية وغيرها من الأمور التي ستؤثر -لا سمح الله- على الطفل مستقبلاً، وبالتالي على أسرته ومجتمعه. أغلبنا يرى بعض المقاطع أو الصور ذات المحتويات المتنوعة إما لغرض التسلية أو المنفعة العلمية وغيرها. في حين أننا -أحياناً- لا ندرك بعضا من تلك الرسائل الخفية التي يستقبلها أطفالنا بشكل مختلف. والتي تؤثر بطريقة غير مباشرة إما على طريقة تفكيرهم أو سلوكهم أو عقيدتهم.
ومن هنا علينا أن نستوعب أن حجم الإيجابيات من تلك الوسائل يقابلها سلبيات قد يكون تأثيرها أكبر على أطفالنا. لذلك، علينا أولاً، أن نُعلِّم أطفالنا على كيفية التمييز بين المحتوى الصالح والمحتوى الفاسد. لتكون قدرتهم على انتقاء المحتوى صحيحة ومفيدة وبعيدة عن التشويش الذي بدوره قد يؤدي إلى الانحراف أو ما شابه ذلك. ثانياً، فمن خلال توجيههم ومتابعة كل ما هو جديد ويستهويهم ستتقلص نسبة وقوعهم في فخ الطُرق الملتوية التي يصنعها الحمقى من فبركات كيدية أو شاذة. ثالثاً، تعليمهم وتذكيرهم بالمحتويات الإيجابية المتوافرة في وسائل التواصل الاجتماعي. فثِقَة الوالدين في أبنائهما أمانة تستوجب التذكير الدائم من الآباء لأطفالهم بحجم مسؤوليتها.
رابعاً، توعيتهم فكرياً وذلك من خلال تعليمهم على كيفية التفكير النقدي. فعقل الطفل وعاطفته هي الأقرب للفطرة، ولأنه صغير فإن عقله وعواطفه لم تَشُبهَا التشوهات التي عطَّلت عقول البعض من الكبار مع الأسف. وأخيراً، محاولة بناء علاقة صداقة مع الأبناء وذلك بالابتعاد عن إطلاق الأحكام وإعطائه الحق في حُرية التعبير عن المشهور أو المحتوى المطروح لأن شعور الطفل بالأمان أثناء الحوار أو النقاش مع أحد الأبوين يكسر حواجز الخوف لديه. والكثير الكثير من التوصيات التعليمية والتربوية التي يستوجب تنفيذها بخطوات تتناسب مع المتغيرات الحالية.
FofKEDL@