تقافزت أمام ناظري علامات الاستغراب والدهشة والذهول من تصرّفات أصحاب المتاجر الكبرى المنتشرة في سائر المحافظات والمدن، فهم يعمدون بوسائلهم المختلفة للإعلان عن «تخفيضات كبرى» لبضائعهم، غذائية كانت أو كمالية، قد تصل إلى أكثر من سبعين بالمائة، وإزاء تأثير تلك الوسائل على معظم المستهلكين فإنهم سرعان ما يتجهون في تدافع عجيب إلى تلك المتاجر حتى لا تفوتهم «الفرص الذهبية»؛ للحصول على ما يرغبون من المعروضات «المخفضة»، سواء كانت حقيقية أو غير حقيقية، يتدافعون بطرائق مذهلة دون الحرص على ترك المسافات فيما بينهم، ودون الحرص على استخدام الكمامات، ودون الحرص على استخدام القفازات أو أدوات التعقيم، وتلك وسائل مطلوبة للوقاية من جائحة فيروس كورونا المستجد التي ما زلنا نعاني منها الأمرّين كسائر دول العالم في الشرق والغرب دون استثناء.
صحيح أن أصحاب تلك المتاجر بهذه الطريقة الموغلة في الخطأ يريدون التخلص من بضائعهم المكدّسة في مستودعاتهم، لاسيما خلال الشهرين الأخيرين من السنة، غير أنهم بممارسة هذا الأسلوب يساعدون دون وعي في نشر الجائحة بين المتدافعين على بضائعهم، فهم يعمدون إلى «تصفياتها» من خلال تلك «التخفيضات» إلا أنهم يرتكبون بهذا الفعل وسيلة هي على جانب كبير من الخطأ لنشر الجائحة بين رواد متاجرهم، وكان من الضروري ومن الأجدى عدم الإعلان عن «تخفيضاتهم الكبرى» في ظل انتشار الجائحة التي يتوق الجميع للتخلص منها أو لتقليل الإصابات بها على الأقل، وإزاء ذلك فإن من الضرورة بمكان وقف الإعلان عن تلك التخفيضات في الظروف الحالية الحرجة التي نمر بها، وتأجيل ممارسة هذه الطريقة حتى يتم القضاء على الجائحة، والخروج منها بسلام "بإذن الله".