عدم الطمأنينة
وأوضح الأخصائي الاجتماعي بدر الحماد أن أكثر فئة متضررة من انفصال الوالدين هم الأطفال الأقل من 15 عاما، حيث يصابون بصدمة كبيرة تؤثر عليهم من الناحية الاجتماعية، ويشعرون بالضياع، ودائما ما يشعرون بالقلق وعدم الطمأنينة لفقدانهم العيش بين والديهم.
لوم الوالدين
وأوضح أن الطفل يشعر بعدم الارتياح في الأماكن العامة، خاصة إن رأى أفراد العائلات مع بعضهم البعض، فيشعر بالنقصان، كما أن انفصال الوالدين يؤدي إلى زعزعة الثقة لدى الأبناء، ويلقي بعض الأطفال باللوم على الأم أو الأب، وتصل إلى حد الكراهية أحيانا، كما يصبح البعض عصبيا نوعا ما، ويتحول إلى إنسان انفعالي، ويضعف لديه الاتصال الاجتماعي مع الناس والمجتمع، ويصبح ضعيفا في التواصل مع الآخرين، حتى إنه قد يصبح شابا عديم العاطفة، ويرفض الزواج في المستقبل لتخوفه من تكرار المشاكل التي دارت بين والديه.
انحرفات سلوكية
وتتحدث الأخصائية النفسية رانيا أبو خديجة عن الوضع النفسي للأبناء بعد انفصال الوالدين، فتقول: الانفصال من أكثر المشاكل انتشارا في المجتمع، فتتزايد الأعداد يوما بعد يوم، ما يؤثر بشكل عام على المجتمع، وبشكل خاص على الأسرة والأبناء، فالشباب يدفعون ضريبة صعبة بسبب الانفصال الأسري، وأبرز الانحرافات السلوكية التي تظهر على الشباب نتيجة الانفصال هي الإفراط في المخدرات والمشروبات الكحولية، واضطرابات السلوك، والقلق والاكتئاب.
أزمات صحية
وأضافت: ذكرت العديد من الأبحاث والدراسات وأكد الكثير من الخبراء أن معايشة الشباب للمشاكل المتعددة بين الوالدين، وكذلك الطلاق، يؤدي إلى إصابتهم بالعديد من الأزمات الصحية، سواء المتعلقة بالجانب النفسي أو العضوي، وأبرز ما يتعرض له الشباب حال انفصال الوالدين من اضطرابات صحية هي: الصداع الدائم واضطرابات النوم التي تتنوع بين الأرق والنعاس على مدار اليوم، والتوتر والقلق الدائمين، والشعور بالخوف من كل الأحداث التي تدور حولهم، وفقدان الشهية والضعف والتعرض إلى النحافة وسوء التغذية، وفي بعض الحالات قد تتفاقم الأزمة النفسية لديهم، ويدخلون في حالات اكتئاب شديدة وحادة.
علاقة ود
واستكملت حديثها قائلة: هذا ما نراه يوميا في العيادة النفسية، ويكون سببها انفصال الوالدين أو كثرة المشاكل بينهما، وعلى الرغم من خطورة تأثير الطلاق على الأبناء الشباب أو الأبناء بشكل عام، فإن بعض الآباء والأمهات نجحوا في أن يمر الطلاق بسلام على أبنائهم دون أن يترك أي آثار سلبية على صحتهم أو سلوكهم، لذلك فلا بد أن يحافظ الأب والأم على علاقة الود والاحترام مهما كانت درجة الخلاف بينهما، وأن يخضعا لرغبة الأبناء، سواء مَنْ يريد البقاء مع الأم أو الأب، وأن يكون هناك تواصل مستمر بينهما لتوحيد المعاملة، ولتوجيه الابن إلى السلوك القويم والأخلاق الطيبة.