DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

مفاجأة.. قصر صاهود خضع للترميم منذ 14 شهرا

مختصون: الانهيار ليس الأول.. ومطلوب أياد متخصصة في الصيانة

مفاجأة.. قصر صاهود خضع للترميم منذ 14 شهرا
أكد مختصون في التراث لـ«اليوم»، أن سقوط أجزاء من سور البوابة الرئيسية لقصر صاهود، الواقع بحزم مدينة المبرز في محافظة الأحساء، صباح يوم أمس الأول، ليس الأول، فقد شهدت بعض المواقع سقوطا لأجزاء منها.
وطالبوا بأهمية وجود فرق صيانة متخصصة، يكون موظفوها من المواطنين البنائين، الذين ورثوا المهنة أبا عن جد، والتأكيد على أن عمر المباني التاريخية طويل جدًا، وتحتاج لمتابعة وترميم مستمر، محذرين من أن أي إهمال أو تأخير، قد يؤثر على المبنى وزيادة التلفيات، وأن وسائل السلامة مهمة بتلك المواقع؛ للمحافظة على أرواح السائحين، وعامة الناس، خاصةً أن إغلاقها يؤثر على الحركة السياحية.
فرق صيانة محلية في كل منطقة
قال الأستاذ الجامعي والباحث د. سعد الناجم إن سقوط سور قصر صاهود، ليس غريبًا، فكما سقط سور قصر إبراهيم والعقير بعد كل ترميم، والسبب في ذلك أن المواد المستخدمة ليست بتلك الجودة، بعد تحويل المقاولة من شخص لآخر، لذا فتح ملف الترميم مهم جدًا من قبل الجهات المسؤولة.
وأضاف: «في السابق، لم نجد مَنْ يسمع ملاحظاتنا على جودة الترميم، وعادة لكل منطقة طبيعتها من حيث المواد المقاومة للظروف المناخية، والأحساء تختلف طبيعتها عن غيرها ولَم يأخذ هذا في الحسبان».
وأوضح أن من أهم الحلول، إيجاد فرق صيانة محلية في كل منطقة يكون موظفوها من المواطنين البنائين، الذين ورثوا المهنة أبا عن جد، وذلك بهدف الحفاظ على الحرفة المحلية في المناطق، وفتح وظائف وسوق عمل، على أن تكون تحت إشراف قسم هندسي متخصص في الأبنية التراثية المركزية.
وتابع: «السؤال الأهم، ما دور مكاتب الآثار والتراث في المناطق؟، وما صلاحياتهم المالية والإدارية؟، وما نوعية المسؤولين وعلاقتهم بالتراث والآثار؟».
تآكل العوارض الخشبية
أكد رئيس فرع جمعية علوم العمران بالأحساء م. عبدالله الشايب أن وجود حدث مثل انهيار جزء من قلعة صاهود التاريخية بمدينة المبرز بالأحساء، يوقظ موضوعًا مهمًا حول العناية بصحة الآثار من التداعيات، التي تؤثر فيها كثير من العوامل بالطبع.
وقال إن محمل آثار الأحساء في الأحساء التاريخية ضمن سلوك بنيوي تعتمد في الأساس على مقوم الطين، ومواد أخرى، في غالبها تنتجه واحة الأحساء كجذوع النخل، والحصر، والثّلّة، والسعف، وأخشاب الأشجار، وتصنيع الجص.
وأشار إلى استخدام الحصى بالخصوص في الأساسات، أو ما يعرف بـ«السّاس»، ولذا كان لفعل الاستدامة كمفهوم لدى المستخدمين للأبنية المختلفة، سواء المساكن أو دور العبادة ودورات المياه، إلى الأبنية الضخمة، كالأسواق، والقلاع، والأسوار، والموانئ، وغيرها.
ولفت إلى أنه زار المواقع، وبالفحص الظاهري للمتبقي من البرج والركام، تبين أن الانهيار ناتج عن تآكل العوارض الخشبية من جذوع النخل المدسوسة في داخل الجدران، التي يفترض في الأساس محمية.
وأوضح أن الاستدامة تعني الوقاية المسبقة «التلحيظ»، باعتبار المعرفة بالأنواء مواسم سقوط المطر، وكذلك عوامل شدة الحرارة، والتجفيف، لأن من خصائص الطين أن تذروه الرياح، إذا كان جافًا بلا عودة، وهكذا عند انهيار مبنى مع الزمن لا يبقى أثرًا لهذا السبب.
ولفت م. الشايب إلى أن عامل التقادم أيضًا له أثر في ضعف المواد، كما هو معلوم علميًا، وهذا يعني التقوية الدورية لبقاء سلامة المبنى، ومع كل ذلك، شهدت جغرافية الأحساء صمود كثير من المنشآت لمدة تزيد على الألف عام، مثل مسجد الجعلانية بالبطالية، فضلًا عن كثير من الأبنية صمدت لقرون مثل قلعة إبراهيم بالكوت بالهفوف، وهناك أبنية افتقدها وطننا الكريم، لحملها مزية بنائها بالطين، إما لهدمها كسور وبوابات الهفوف، واستبدالها بأبنية حديثة أو بالإهمال.
وأكمل: الدرس المستفاد من انهيار جزء من قصر صاهود أضاف لنا صورة جديدة عند ترميم المباني ذات الحوائط الضخمة أن يعمل لها مثلًا مسبارًا للتأكد من صحة وقوة وسط الحوائط؛ لأن قلعة صاهود أبانت الخلل في تآكل عوارض الجذوع في داخل الجدران، ويبقى أي ترميم يرتبط باختيار المواد، وتأهيلها، ومن ثم وجود الخبير المتخصص، ويتم الاستفادة من رؤى البنائين المحليين، الذين مارسوا ذلك، وتظل الصيانة الوقائية في الأبنية شيء مستدام ودوري سنوي، يتطلب الكشف في ذلك.
2.8 مليون ريال تكلفة ترميمه العام الماضي
بيَّن الباحث والمؤرخ عبدالله المطلق أن محافظة الأحساء بها الكثير من القصور الأثرية، التي لا تزال محل اهتمام المواطنين والمقيمين والسائحين والزوار، لذا تحرص الجهات الحكومية على إعداد برنامج لزوار الأحساء من الوفود لأي مؤتمر وأي زيارة؛ لاطلاعهم على المعالم التاريخية والسياحية، وكذلك تحرص الكثير من المكاتب السياحية والمرشدين السياحيين على إدراج زيارة هذه القصور مع الوفود السياحية من ضمن جدول الزيارات اليومية.
وأشار المطلق إلى أن انهيار جزء من سور قصر صاهود الأثري الواقع في حي الحزم بمدينة المبرز، الذي خضع لعملية ترميم بتكلفة 2852131 ريالاً، والذي انتهى ترميمه بحسب لوحته في 18/8/ 2019م، يترك لنا أكثر من علامة استفهام.
وأضاف: «هناك استفهام نوجهه لوزارة السياحة، التي اعتمدت هذا الموقع والعقد للترميم، وقبل أن يفتح للزوار، فلا بد من الوقوف على هذا المشروع، الذي كلف الدولة الملايين، رغم وجود فرع مكتب لوزارة السياحة، ووقفوا على ترميم هذا القصر عدة مرات، ونشرت في الصحف المحلية، وكل الأمور تسير بشكل حسن، وها هو القصر يتعرض جزء منه للانهيار».
وقال إن هذا الانهيار أثار الكثير من تساؤلات المواطنين، والمطالبة بإيجاد حلول جذرية له حتى لا تتكرر مأساة انهياره مرة أخرى، خاصةً أن مشكلة الانهيارات تكررت مرات كذلك في قصر إبراهيم بمدينة الهفوف، الذي عولج أكثر من مرة ولكن بين الحين والآخر يتساقط القصر.
ووجه المطلق رسالة لوزارة السياحة، للاستفادة من خبرات المختصين في الآثار، الذين لهم علم ودراية بعلوم الترميم في مجال ترميم القصور الأثرية، والأخذ بملاحظات المهتمين منهم لتكون مرآة تقدم للمتقدمين لترميم القصور الأثرية.
تأثير سلبي على الحركة السياحية
وطالب المرشد السياحي عادل الشبعان، الشركات والمؤسسات، بأن تكون على قدر كبير من الخبرة والتخصص لتلك الأعمال من الصيانة، التي تتطلب أشخاصا متخصصين، خاصةً أنه تم الانتهاء من ترميم سور القصر منذ وقت قريب.
وأوضح أن الأحساء بها مواقع تراثية وتاريخية كثيرة، منها قصر إبراهيم، وقصر صاهود، ومسجد جواثا، ومسجد الجبري، ومسجد الجعلانية، وغيرها، ووسائل السلامة مهمه بتلك المواقع للمحافظة على أرواح السائحين وعامة الناس، وفي حال أغلقت تلك المواقع، فإن ذلك يؤثر سلبًا على الحركة السياحية.
مواد حديثة بمواصفات أعلى
أكد المهتم بالجانب التراثي والسياحي سعيد الجبران، أن هناك عدة عوامل للحفاظ على المباني الأثرية، من أهمها اختيار متخصص في المباني للإشراف على الترميم، ووجود العمالة والفنيين ذوي الخبرة في الأعمال والبناء، واقتناء المواد التقليدية الخاصة بالبناء، مع دمجها بمواد حديثة، وذلك لمنحها مواصفات أعلى، وعمر أطول، وعزل المواد المستخدمة بالعوازل المائية مثل الأسقف والجدران.
وقال إن عمر المباني التاريخية طويل جدًا، وتحتاج لمتابعة وترميم مستمر، وأن أي إهمال أو تأخير قد يؤثر على المبنى، ويزيد التلفيات، وكذلك أهمية استلام أعمال الترميم على مراحل من المختص في عملية الترميم، وعدم السماح له بالإنشاء السريع، ما يعطي قوة في تماسك المواد مع بعضها البعض، وعدم السماح للمنشآت القريبة من المبنى التاريخي باستخدام المعدات الضخمة والمؤثرة على الأرضيات المحيطة بالمبنى مثل رصاصة الأزفلت والدقاقات الصخرية مما يؤدي إلى موجات تخلخل وتزعزع أساسات وجدران المباني ومن المحتمل سقوطها.
وتابع: «من المحتمل أن تكون هناك قصور في عملية الترميم أو عامل خارجي من المباني أو المشاريع المجاورة مثل المعدات الكبيرة، التي تصدر ذبذبات صوتيه تأثر على المبنى التاريخي أو وقوع المبنى على طريق سريع وعبور الشاحنات الكبيرة بجانب المبنى».