DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
national day
national day
national day

«المحتوى العلمي» يراهن على القارئ العربي المثقف

الإقبال لا يناسب المجهود الكبير المبذول في إعداده

«المحتوى العلمي» يراهن على القارئ العربي المثقف
قال المتخصص في صناعة المحتوى العلمي م. ماجد العنزي إنه بدأ منذ 11 عاما بنشر المحتوى العلمي أثناء قراءته مستجدات الأبحاث العلمية كل صباح ومتابعة تفاصيلها بشكل يومي، ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، قرر نشر المعرفة للمهتمين بهذا المجال، مؤكدا أن هذا الأمر لم يكن يسيرا، ولكن مع الاستمرار فيه لاقى محتواه دعما كبيرا من شخصيات مرموقة تحثه على الاستمرار.
وأشار إلى أنه يقوم حتى يومنا هذا بتلخيص أهم نتائج الأبحاث العلمية والمؤثرة حول العالم، وتغطية المؤتمرات التي تستعرض أحدث نتائج الدراسات من مختلف دول العالم، واستعراض أي تكنولوجيا حديثة والتعريف بها، وهذه العملية تتطلب متابعة دقيقة ومستمرة للحركة البحثية والتعاون المشترك بين الدول لإنجاز أي عمل علمي ضخم، قائلا: لدي رؤية أتمنى تحقيقها لدعم نشر المحتوى العلمي في المملكة، وقد ترى النور يوما ما.
فعاليات وتكريمات
وأضاف: إنه شارك في العديد من الفعاليات، لعل أحدثها تلبية دعوة كريمة من جامعة السلطان قابوس في مسقط للحديث عن «الإلهام في العلوم» أمام أكثر من 4000 زائر، وتكريمه من قبل مدير الجامعة، كما ألقى محاضرة علمية في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء»، وتم تكريمه من الفريق المشرف على مسابقة «اقرأ»، كما سبق أن تمت استضافته في منصة التواصل الحكومي الرسمية للحديث عن مبادرته على تويتر، وشارك أيضا في لقاء على قناة عين التعليمية لإبراز أهمية نشر العلوم والثقافة العلمية في المجتمع، كما يكتب بين الحين والآخر في مجلات علمية عريقة في الوطن العربي.
تبسيط العلوم
وقال العنزي: يعتقد الكثير من المتابعين أن الكتابة العلمية مجرد ترجمة فقط، وهذا خطأ كبير، فتبسيط الأوراق العلمية لا يتم إلا بعد قراءتها وفهم محتواها من متخصص أو مطلع جيد، فهي تحتوي على كثير من المصطلحات والأفكار التي يتعين على الكاتب فهمها جيدا قبل شرحها للمتلقي، وبحكم دراستي للهندسة الكهربائية وأنظمة التحكم، وخبرتي العملية في هذا المجال الذي يقتحم كل المجالات العلمية بتطبيقاته الواسعة، وكذلك قراءتي واهتمامي بنتاج الأبحاث العلمية، استطعت أن أصنع محتوى يلمس المتخصص وغير المتخصص بطريقة لا تشوه أصالة البحث، بلا تبسيط مبالغ به، ولا تعقيد ينفر من متابعة القراءة.
المحتوى العربي
وعن إثراء المحتوى العربي، أكد أنه أمر مهم ويقع على عاتق كل شخص قادر على إضافة ولو القليل في مجال تخصصه لرفع مستوى الثقافة العلمية لحيز جديد، ولكي تصبح جزءا لا يتجزأ من مناقشاتنا اليومية، ومنصات مثل تويتر أو فيسبوك تعطي مساحة ممتازة للجميع للبدء في ذلك.
وأبان أن الإقبال على محتواه مميز ومشرف للغاية بفضل الله، قائلا: رواد منصات التواصل الاجتماعي لا ينجذبون بشكل عام إلى المحتوى العلمي نظرا لجدية الطرح وصعوبة التفاعل مع الأخبار والتقارير والنشرات العلمية، وقال: أعداد المتابعين لحسابي وعدد القراء يدعو للفخر، وهو يقترب من حاجز النصف مليون متابع خلال 9 سنوات شاقة من النشر والبحث، وأرجو من خلالها أن أكون قد قدمت الكثير لمتابعيّ الكرام وللمحتوى العلمي العربي، وأصبح بإمكان الجميع أن يمتلكوا منصاتهم الخاصة، وينشروا المواد التي يرغبون بطرحها، سواء بصناعة المحتوى المرئي أو المكتوب أو المسموع، ولكل منصة جمهورها الخاص المتعطش لوجود مواد تستحق المتابعة، ولهذا فهي أداة قوية وفعالة لمخاطبة الجمهور المهتم بقراءة المحتوى عبر الإنترنت.
استخدام صائب
ويرى العنزي أن الاستخدام الصائب لأي منصة يكمن في عمل قيمة مضافة من الفرد للمجتمع، الذي يوجد على تلك المنصة، قائلا: لن أكون متحيزا وأطالب الجميع بالكتابة عن العلوم، فهو أمر صعب ويتطلب الكثير من الوقت والتركيز الذهني والمعرفي وكذلك الصبر، وقد تستغرق كتابة سلسلة من التغريدات حوالي 4 ساعات تقريبا بعد مراجعة النص المكتوب والتأكد من جودته، بالمقابل فإن نشر فيديو كوميدي أو خبر غريب لن يستغرق سوى بضع دقائق، وربما ثوان، وقد يحقق تفاعلا ساحقا بالمقارنة مع المحتوى العلمي، ومع ذلك فأنا أشعر بالسعادة حين أنشر ملخصا لورقة علمية حديثة، وأشاركها مع المهتمين لأني متيقن أن هذه العلمية ستؤتي ثمارها للجميع، وقد تكون سببا في حب القارئ للمنهج العلمي والعمل به، وهنالك مَنْ يقول إن تويتر ليس مكانا مناسبا لطرح الشؤون العلمية، وأرد عليهم بأن هذا غير صحيح، وأني أعرف الكثير من القصص التي تأثرت إيجابا بما يطرح به، سواء بالشأن العلمي أو غيره من المواضيع المطروحة.
أسلوب حياة
وأكمل العنزي: المنهج العلمي أسلوب للحياة، وفلسفة تعتمد على بناء أي قرار بالاستناد على الأدلة المتاحة، والبحث عن أدلة جديدة لبناء فكرة إستراتيجية للمستقبل، وأعتقد أن هذا يشبه أسلوبي إلى حد كبير، فالقراءة في المجال العلمي تؤثر بلا شك على شخصية القارئ، وتجعله صبورا للغاية حيال بعض الأمور كما هو الحال مع نتائج البحث العلمي التي قد تستغرق عشرات السنوات للوصول إلى نتيجة، وقد لا تصل إلى نتيجة مطلقا، فالعلم هو الأداة الأكثر قوة للتوصل إلى نتائج حقيقية وملموسة، وتصحيحها بين الحين والآخر وفقا للمعطيات العلمية الحديثة، وأعتقد أن تأثيره إيجابي ومثمر على شخصيتي.
أسس علمية
وعن خطوات إعداد المحتوى العلمي، قال: الخطوة الأولى هي قراءة الورقة العلمية، وتتبع مراجعها، والتأكد من قوة محتواها، وأن التجربة تمت على عدد كافٍ من البشر مثلا، أو أن تكون مبنية على أسس علمية متينة، وهذه العملية تستغرق وقتا طويلا جدا حتى تنجز، وبعد ذلك أقوم بتلخيص وتبسيط أهم مخرجاتها للقارئ، وذلك بالحديث عن أهم أفكارها، والنتيجة التي توصل لها الفريق البحثي، وكيف نستفيد من هذا العمل في المستقبل القريب أو البعيد، أما فيما يتعلق بنشر مادة علمية للأطفال فهذا أمر ملهم، وأتمنى أن أقدم عملا يبسط العلوم لشباب المستقبل، وربما أعمل على هذا المشروع في وقت قريب.
مصدر إلهام
وأكد أن صيت المحتوى العلمي لا يقارن أبدا مع المحتويات الأخرى في وسائل التواصل الاجتماعي، فهو الأقل حظا للأسف، وغير متابع بشكل جيد، ويصعب أن يشارك بين الناس نظرا لمحتواه الجاد على الأرجح، ورغم هذه التحديات، قال إنه لا يزال يراهن على القارئ العربي المثقف، وعلى قدرته على تحديد المحتوى النافع والدائم على وسائل التواصل الاجتماعي، لافتا إلى وجود محتويات أخرى مفيدة خارج النطاق العلمي، ربما في المجال الأدبي مثلا، لكن الكتابة العلمية متفردة وليس لها مثيل، فهي مستقبل الشعوب المتحضرة والقوية، وهي مصدر إلهام لجميع المبدعين حول العالم.
مجلات متخصصة
واستكمل، بقوله: كما أستقي معلوماتي من المواقع الأصيلة والمجلات المتخصصة في جميع الحقول العلمية، مثل مجلة Nature وغيرها، ولهذه المجلات سياسات صارمة في نشر أي بحث علمي لا يتسع المجال لذكرها، وهذا ما يعطي البحث قيمة كبيرة بعد خضوعه للمراجعة من قِبل المتخصصين، والتأكد من جودته العلمية، علما بأني أدفع المال بين الحين والآخر من أجل الحصول على اشتراك يسمح لي بالاطلاع على دراسات لا يسمح بقراءتها مجانا.
المناهج الدراسية
ويسعى العنزي للإسهام في صناعة محتوى علمي لكي يكون متداولا بين الناس، وجزءا أصيلا من حواراتنا الجانبية، قائلا: تهتم رؤية المملكة 2030 جدا بتطوير التعليم، وتحديث المناهج الدراسية بآخر المستجدات العلمية والتكنولوجية للمراحل التعليمية المبكرة، وتمويل الدراسات الواعدة، وأتمنى أن أكون قائدا لمشروع علمي ضخم ومؤثر في بلدي، وحسابي على منصة «تويتر» ليس إلا خطوة من عدة خطوات بالإمكان العمل عليها وتحسينها في المستقبل القريب.