DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

عداء بايدن يصيب أردوغان بالرعب

مراقبون يتوقعون عقوبات أمريكية قريبا على أنقرة

عداء بايدن يصيب أردوغان بالرعب
عداء بايدن يصيب أردوغان بالرعب
الفترة الفاصلة بين تغيير الرؤساء الأمريكيين هي ما تقلق أردوغان (رويترز)
عداء بايدن يصيب أردوغان بالرعب
الفترة الفاصلة بين تغيير الرؤساء الأمريكيين هي ما تقلق أردوغان (رويترز)
حالة من الذعر يعيشها نظام الرئيس التركي أردوغان بعد فوز جو بايدن، بمقعد رئيس الولايات المتحدة، إذ يتوقع مراقبون أن تسعى الإدارة الجديدة إلى تقليم أظافر أردوغان بفرض عقوبات على تركيا خصوصا في المجالات الاقتصادية والعسكرية، وسبق أن حذرت واشنطن أنقرة من «عواقب وخيمة»، بعد تجربتها منظومة صواريخ «إس- 400» روسية الصنع في أكتوبر الماضي.
ويعد بايدن من أشد المنتقدين لسياسات أردوغان العدائية وتدخله السافر في شؤون عدد من الدول، وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو سابق لبايدن، قال فيه: إن الرئيس التركي أردوغان «سيدفع ثمنا باهظا على ما فعله».
وأضاف بايدن في مقطع الفيديو المنشور على حسابه في تويتر في 17 أكتوبر 2019: أمضيت ساعات عديدة في سوريا وفي العراق، وقادتنا كلهم سابقون وحاليون خجلون مما يحصل هنا، وتركيا هي المشكلة الحقيقة هنا وسيكون لي حوار مغلق حقيقي مع أردوغان وتعريفه بأن سيدفع ثمنا باهظا على ما فعله.
دعم المعارضة
كما كان جو بايدن، داعما قويا للمعارضة التركية لإسقاط النظام الحالي ما جعل العلاقة بينه وأردوغان متوترة جدا، وهذا دفع الأخير للتأخير في تهنئة بايدن بتوليه رئاسة الولايات المتحدة، وسبق لبايدن أن صرح بأنه يؤيد مواقف المعارضة التركية في التصدي لجرائم أردوغان في حقوق الإنسان والتهديد والحبس للصحفيين والأكاديميين، وانتقد بقوة أسلوب الرئيس التركي العنيف في التصدي لحقوق المواطنين الأتراك الطامحين في حياة تتسم بالعدل والنزاهة.
وكان بايدن قد شن هجوما كبيرا على أردوغان لتدخلاته في سوريا، وهجومه على الأكراد، وانتقد قرار سلفه ترامب بالانسحاب من سوريا، واعتبره تخليا عن الأكراد وتركهم فريسة لأردوغان وأطماعه، كما انتقد بايدن افتعال تركيا أزمة في منطقة شرق البحر المتوسط بالتنقيب عن الغاز في مناطق تابعة لليونان وقبرص.
تشجيع قليجدار
وشجعت المواقف السابقة للرئيس الأمريكي الجديد، المعارضة التركية لكسب وده في انتظار دور مؤثر يمنحه الفرصة لإسقاط أردوغان، وسارع رئيس مجلس «حزب الشعب الجمهوري» المعارض في تركيا كمال قليجدار أوغلو بتهنئة المرشح الديمقراطي جو بايدن، بإعلانه فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وقال في تغريدة عبر «تويتر»: أود أن أهنئ بايدن على انتخابه الرئيس الـ46 للولايات المتحدة، وكذلك كامالا هاريس نائبة له، نتطلع إلى تعزيز العلاقات التركية الأمريكية الإستراتيجية.
وكان نائب الرئيس التركي، فؤاد أوقطاي، قال في تصريحات سابقة: إن بلاده ليس لديها مخاوف من احتمالية انتخاب المرشح الديمقراطي جو بايدن رئيسًا لأمريكا، بينما وصف تصريحاته السابقة تجاه أنقرة بـ«المؤسفة».
مخاوف أنقرة
وقالت صحيفة «جريك سيتي تايمز» اليونانية: إن فوز جو بايدن بالرئاسة سيسبب إحراجا في أنقرة، مشيرة إلى أن الفترة الفاصلة بين تغيير الرؤساء الأمريكيين هي ما يقلق أثينا، حيث إن هناك توقعات بأن الرئيس التركي أردوغان سيحاول الاستفادة من نجاح المرشح الديمقراطي بايدن، الذي سيتولى منصبه في 20 يناير من 2021.
وتابعت الصحيفة «إنه حتى ذلك الحين، سيكون الرئيس دونالد ترامب جالسا في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، ولا يمكن لأحد أن يعرف رد الفعل الذي قد يكون له بعد هزيمة الانتخابات، ولم تستبعد أنقرة المراهنة على بقاء ترامب لمدة ثلاثة أشهر وعلاقاته الشخصية مع أردوغان، بهدف إقامة موطئ قدم في شرق البحر الأبيض المتوسط قبل وصول بايدن».
عقوبات جديدة
وأشارت الصحفية التركية «أسلي أيينتاش» إلى أن الكونغرس سيكون الآن حرا في اتخاذ إجراءات ضد أنقرة قد تصل إلى عقوبات قوية، وأضافت: أنقرة تأمل الدخول في مفاوضات من موقع قوي، مستخدمة في ذلك علاقاتها مع روسيا من قبل منظومة صواريخ «إس – 400».
وتطرقت الصحفية التركية إلى الخيارات، التي يملكها الاتحاد الأوروبي ضد أردوغان، قائلة: أن نصبح لاعبا غربيا قويا في التعامل مع تركيا لتعويض الاضطرابات في الحوار بين أنقرة وواشنطن أو أن تحذو حذو القيادة الأمريكية بما في ذلك احتمال فرض عقوبات.
يذكر أن الشراكة القائمة بين الولايات المتحدة وتركيا منذ عشرات السنين شهدت اضطراباً لم يسبق له مثيل في السنوات الخمس الأخيرة، بسبب خلافات على السياسات الخاصة بسوريا، والعلاقات الأوثق التي ربطت بين أنقرة وموسكو، وطموحات تركيا في شرق البحر المتوسط، واتهامات أمريكية موجهة إلى بنك تركي مملوك للدولة، وتراجع الحقوق والحريات في تركيا.
غضب الكونغرس
وبعد فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن، فقد الرئيس التركي أردوغان أفضل حليف له في واشنطن، «لتصبح أنقرة مكشوفة أمام غضب الكونغرس الأمريكي، شديد العداء لها، وبعض الوكالات الأمريكية المشككة في أنقرة».
ومن المتوقع أن يأخذ بايدن الذي وصف أردوغان بـ«المستبد» في ديسمبر الماضي موقفاً أكثر صرامة من تركيا، خصوصاً فيما يتعلق «بتراجع حقوق الإنسان والأعراف الديمقراطية»، وربما يفرض عقوبات بسبب شراء أنقرة نظام الصواريخ الروسي إس- 400، بعد أن أكد أردوغان اختبار النظام، غير أن محللين قالوا إن الأولوية بالنسبة إلى بايدن ستكون مواجهة روسيا وإيران، وإعادة الاستثمار في التحالفات المتعددة الأطراف، وهو ما قد يفيد أنقرة.
وقال توري توسيج مدير الأبحاث في مركز بيلفر بكلية كنيدي في هارفارد: أعتقد أن من الإنصاف القول «إنك ستشهد تحولاً أقوى من إدارة بايدن ضد الحكومة التركية حين تتعارض مع المصالح الأمريكية»، مشيراً إلى أن تراجع الديمقراطية في تركيا سيكون على الأرجح مصدراً أكثر أهمية للقلق.
عقاب واستبعاد
ويمثل عقاب واشنطن لأنقرة لشرائها النظام الصاروخي الروسي في استبعاد تركيا من برنامج الطائرات المقاتلة «إف- 35»، لكن الشركات التركية ما زالت تنتج مكونات هذه الطائرات. وكتب مدير في مجموعة أوراسيا لاستشارات المخاطر السياسية إمري بيكر، في مذكرة بحثية حديثة: إن أنقرة وواشنطن لديهما فسحة زمنية بين 6 و9 أشهر لإعادة العلاقات وبناء النيات الحسنة، مع استمرار ارتفاع احتمالات الحوادث وتزايدها بمرور الوقت. وأضاف بيكر: في ظل خيارات معاقبة تركيا، وبغض النظر عن تخلي أنقرة عن صواريخ إس- 400، من المرجح أن يبدأ بايدن بفرض إجراءات أخف وطأة مع اقتراب نهاية العام 2021 بموجب قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات، ويهدد باتخاذ إجراء أكثر صعوبة ما لم تتراجع تركيا عن مسارها، معتبراً أن «قانون مكافحة أعداء أمريكا» من خلال العقوبات قد يكون كارثياً لتركيا. وأشار إلى أن «الليرة التركية المنكوبة عرضة بشكل خاص لعقوبات أمريكية»، مضيفاً «إن أنقرة لا تظهر في الوقت الحالي أي مؤشرات على التراجع».