عند وصولي لمرحلة الصف الثالث الثانوي شاركت بمسابقة كتابية لكتابة قصة قصيرة عدت للمنزل بكل بهجة العالم، بذلت كل ما بوسعي، اليوم التالي أعطيت قصتي لمعلمة المادة العربية أخذت بيدي وقامت بتصحيح جميع أخطائي الإملائية ووضعت لي علامات الترقيم بمكانها الصحيح، وعندما قدمت تلك القصه لإدارة المدرسة رفضوا قراءتها حتى، لا أنكر أنني كنت محبطة في ذلك الوقت لكن أتت تلك المعلمة لتقدم لي كرتا قد كتب عليه (عندما تصل لقمة إبداعك وتألقك فلن ترضى بعدها بأقل من ذلك استمري في طريق التأليف ولك مني الدعاء) قد تكون كلمات عادية بالنسبة لك أيه القارئ لكنها بالنسبة لي لم تكن عادية، فهذه الكلمات جعلتني أشعر بأنه قد يكون من بين مليون شخص هناك شخص واحد لن يتجاهل ما تشعر وما تكتب، وكان هذا الشخص هي معلمتي.
وسأقول في ختام مقالي لكل معلم ملهم وصاحب رسالة ليست فقط تعليم المناهج، لمن زرع بداخل طلابه الثقة بالنفس والركض وراء أحلامهم، لن ينسى الله خيرا قدمته، وهما فرجته، وعينا كادت تبكي فأسعدتها، قدموا الجميل دائما وسوف ترون ما هو أجمل، لا تكن معلم منهج مفروضا فقط كن (ملهما) نحن بحاجة لملهم منذ الصغر، شكرا لكل معلم كان الداعم الأول لأحلام طلابه حتى خرجوا لنا طلابا مبدعين واثقين بأنفسهم وواعين، شكرا لكل جندي مجهول خلف هذا الإبداع بشبابنا.. شكرا لكم.
Fton908_