فمَنْ منا يكون له ذلك الإحساس المرهف ويحس بمعاناة هؤلاء ويكون مشاءً بالليل والنهار يبحث عنهم ويكتشف سبل وطرق الوصول إليهم ودعمهم دون أن يحسسهم بأنهم ضعفاء.. هل يوجد أشخاص بمثل هذا الوصف؟؟
نعم يوجد، فالخير موجود في أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-إلى أن تقوم الساعة
فلنجعل لنا هجرة داخلية قصيرة في سبيل الله نتلمس فيها طرق الوصول إلى المتعففين وإلى المتألمين أثناء النهار وأناء الليل ولندخل بعض السرور، الذي غاب عن وجوههم سنينا، وكذلك الابتسامة والضحكة، التي تخرج من الأعماق وتنم عن ارتياح الضمير والنفس وتطلق لهم عنانا ومتسعا للحرية من قيد الألم....
الحياة أصبحت شاقة، فإذا لم تكن أيدينا تشد بعضها البعض ستكون حياتنا صعبة جدا، وستكون أنفسنا منكسرة دائما.. فاليد الواحدة لا تصفق ولا تبني دارا إلا إذا شددتها مع أيدي الآخرين، خاصة في زمننا هذا... نريد أن نجعل لذلك الإنسان العصامي العفيف يدا يستطيع أن يبدأ بها البناء والانطلاقة وندخل السرور، الذي فقده كثيرا في قلبه ولنجعله يدرك أن رحمة الله واسعة، وأن الإنسانية مازالت بخير وأن يدها لم تزل للخير مدركة... من يتحسس مصائب وآلام الناس في هذا الزمن ويعمل علي حلها فقد فاز ونجح، فلتكن لنا بصمة في هذه الجولة الليلية نتفقد بعضنا البعض ونسأل عن حال أهلنا وأقاربنا وجيراننا ولنعمل على البر بهم ومساعدتهم إذا دعت الحاجة.. فمشوارنا في الدنيا قصير ندرك أن طرقه وسبله ستنتهي بنا قريبا؛ فلنجعل طرقنا صالحة تعبر بنا فوق الصراط المستقيم كالبرق حين يخطف أبصارنا
دمتم للخير واصلين.
[email protected]