ولكن اليوم لا نحتاج إلى تطوير وتحديث وصيانة هذه الموارد فقط، إما ينبغي علينا أن نقوم بإعادة توزيع وترتيب هذه الموارد لنتمكن جميعًا من الاستفادة القصوى من هذه الموارد، قد يكون إعادة ترتيب الأوراق الحل الأمثل للحصول على نتائج مبهرة، ولا يختلف اثنان منا أن كل محب لهذا البلد يتمنى تطوير التعليم لأنه بتطوير التعليم نضمن تقدمنا ونضمن عدم تخلفنا عن الأمم الأخرى.
أي تطوير في أي قطاع يحتاج إلى الكثير من الموارد سواء المالية منها أو البشرية أو المكانية، ولكن في قطاع التعليم لدينا عدد هائل من الموارد، فتكمن الخطوة الأولى للتطوير في الاستخدام الأمثل للموارد المتوافرة حالياً، حيث يزخر التعليم لدينا بأكثر من 600 ألف معلم ومعلمة وعشرات الآلاف من الإداريين والمستخدمين وأكثر من 25 ألف مدرسة والكثير والكثير من الموارد الأخرى، وكل هذه الإمكانات والموارد لو تم إعادة تنظيمها وتوزيعها لما كنا في حاجة لطلب أي إمداد من هذه الموارد في المستقبل القريب.
وكمثال لما طرحته أعلاه، فإن لدينا في وزارة التعليم آلاف المباني المدرسية، التي صممت لتكون آمنة لطلابنا وطالباتنا ومناسبة للعملية التعليمية، فلو قمنا باستثمار هذه المباني ليتم تشغيلها على فترتين، فإنها ستضم ضعف عدد الطلاب الحاليين، وسنستطيع بهذا القرار الاستغناء عن باقي المباني المستأجرة في عام واحد دون أن ندفع ريالا واحدا كإيجار لهذه المباني أو لبناء مبانٍ جديدة.
وكمثال آخر: في معظم الدول المتقدمة تعليمياً يعتمد نظام التعليم الابتدائي على وجود معلم صف لكل فصل في المدرسة، فلو اتخذنا هذا القرار، فإن المعلم سيكون مع طلابه من الصف الأول وحتى الصف السادس يستمر معهم في تعليمهم جميع المواد الدراسية، وكذلك تربيتهم على السلوكيات الحسنة طوال فترة المرحلة الابتدائية، ولهذا فوائد كبيرة لا يسعني حصرها هنا، إنما لو طبق هذا القرار فسيكون كفيلا بتوفير ما لا يقل عن 30% من أعداد المعلمين والمعلمات في المرحلة الابتدائية، وكذلك سيوفر العديد والعديد من الفوائد التعليمية والتربوية والنفسية لطلابنا وطالباتنا، ولكن هذا القرار يحتاج إلى تعديل البرنامج الزمني في المرحلة الابتدائية، فيتم تعديل زمن الحصة الواحدة من 45 دقيقة إلى 70 دقيقة يعيد توزيعها المعلم بما يضمن تفاعل طلابه واستفادتهم من البرنامج الدراسي المُعد.
والأمثلة على استثمار الموارد الحالية كثيرة جدًا، ولكن نحتاج إلى قبول الفكرة كأساس نعمل عليه، ومن ثم حصر الموارد المتاحة، ومن ثم إعادة بناء النظام التعليمي لدينا بما يحقق الاستفادة المُثلى لجميع الموارد المتاحة وبما يضمن تحقيق أفضل النواتج لعمليتي التعلم والتعليم.
@ali21216