ثانياً: الجار!
في مجتمعنا اليوم مشكلة مع الجار، والمشكلة مع الجار في مجتمع مثل مجتمعنا تعتبر مشكلة كبيرة حتى ولو كانت حجمها صغيراً، ففي أمر الجار طرفان كلاهما ذميم: هناك من يؤذي جاره بالتواصل، فأذى أولاده لا يتوقف، وأذى أهله لا يتوقف، فمن خلال تواصلهم يقلبون البيت رأساً على عقب حسياً ومعنوياً، بتدخلات تؤذي ولا تسر، وتبني ولا تهدم، سواء بإجراء المقارنات مع بيت الجار فلان، وفعل علان، أو بإعطاء الرأي والمشورة ممن لا يملك القدرة، وكلها تحت بند: فاعل خير.
وبالمقابل هناك من لا يعرف جاره ولا يدري من يسكن في البيت الذي بجواره أو أمامه، سكن الجار ولم يسلم عليه ويدعوه، ومرض الجار ولم يعرف بذلك، ومات الجار ولم يدرك ذلك إلا من خلال السيارات المجتمعة للعزاء أمام البيت!
ميزة مجتمعنا التي يفخر بها هي ترابطه وتواصله، ولذلك يجب ألا نهمل الجار، وأن تكون العلاقة به مبنية على أسس صحيحة وواضحة، فالجار قبل الدار، وجارك ليس فقط جنتك ونارك، بل هو بوابة راحتك ونجاحك ونجاح أولادك والعكس أيضاً، إن لم تضبط العلاقة، والعاقل من كان خيراً على جاره، وفعّل أجمل ما لدى جاره، بالخلق الحسن والأسلوب الحسن.
كيف يخاف الرجل على أولاده أثناء سفره ولديه جيران؟!
@shlash2020