هل تذكرون تلك الأيام الطاهرة في الزمن الجميل وعلاقات الجيران مع بعضهم، يقتسمون اللقمة والبسمة والفرح والحزن والملبس.
حتى أطفال الجيران في غاية السعادة والبراءة مع بعضهم في أوقات الأكل والمزرعة والملعب والحديقة والشارع بل حتى في لحظات النوم يلتحفون الفراش الواحد عند بعض بكل الحب والطيبة والطهارة والشيم الخالدة.
كان الجار في حالة غياب جاره عن أهله يقوم بدور الأب والسند والحامي والحريص على أسرة جاره، يمنحهم الاحترام والتقدير والإجلال الكبير.
في هذا الوقت لا يزال لتلك العلاقة العظيمة وهجها ونورها وقوتها، ولأهمية المرحلة المجتمعية وتماسك النسيج المجتمعي، مهم جدا الاستمرار والتأكيد على مكانة الجار السامية في ديننا العظيم لتحلو الحياة وتصفو النفوس وتتماسك البيوت.
(يا أبا ذر إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك) الله أكبر ما أروعها من توجيهات نبوية راقية لا توصف في أهمية الحق الأصيل للجار حتى الطعام، بل تعدت تلك الجمالية في الحق تحت هذا الوصف (ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع).
(خير الجيران خيرهم لجاره) منهج الأصفياء الأوفياء لحياة طيبة مع الجار، فلا نؤذي الجار في موقف السيارة، أو الإزعاج له ولأسرته ليلا أو نهارا تحت أي ظرف أو موقف.
السعادة الحقيقة للجيران في حسن وجمال العلاقة بينهم ومع أسرتهم وخاصة الأطفال، لا بد من الصبر الجميل، والكلمة الحلوة والمشاعر المرهفة بين أعضاء الجيران، حتى يسود الحب والبهاء في المجتمع الإسلامي الراقي.
من هنا أنادي بكل ألوان الحب لكل جار بينه وبين جاره خصام أو قطيعة أو سوء فهم..
تذكر جيدا التوجيه الحكيم (ادفع بالتي هي أحسن).
تذكر جيدا (ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور)..
وهل هناك أبهى من الصبر الجميل على الجار والعفو الأجمل عنه.