بعد حصاد ثمار النخيل في الأحساء وبعد الانتهاء من كنز تمورها يبدأ استخراج التمر المكنوز يدويا في كل بيت وكذلك المعبأ في المصانع الخاصة بالتمور. ليتم تناوله بشكل يومي حيث تزدان الموائد الأحسائية وبعض مناطق المملكة بأروع أصناف التمور الأحسائية المشهورة. ومن أشهرها وأطيبها مذاقا تمر الخلاص والشيشي وتمر السفسيف موضوع مقالتنا. والذي يعمل بطريقة أحسائية خاصة فقط. وهو من أهم الأطباق الشعبية التراثية في الأحساء. وطريقة إعداده تحفز شهية من رآه ناهيك عن من تذوقه وحرص على أكله باستمرار. لما يتضمنه تمر السفسيف من نكهة ومذاق باهر. وهو بكل تأكيد يسحر الألباب شكلا ومضمونا. وقد انفردت الأسرة الأحسائية في طريقة إعداده منذ القدم كما أسلفنا. وكل أسرة لها طريقتها الخاصة في كيفية عمله وإضافة المكونات عليه. وهي بعض حبيبات السمسم وحبيبات الحلوة الأحسائية المحمصة وكذلك القليل من ماء الزنجبيل. كما توضع هذه المكونات وكمياتها بمقدار معين حسب كمية التمر. وكذلك البعض يضيف عليه ماء الورد. كل حسب ذوقه ورغبته. علما بأن التمر الذي يعمل منه السفسيف يحتاج إلى مواصفات معينة. مثل ان يكون من نوع تمر الرزيز المعروف بشدة حلاوته وسماكة جرمه، وأيضا يجب أن يكون التمر ذا لون أسود وحباته كبيرة الحجم ومجدولة بشكل كبير (أي أن تكون قشرته الخارجية على شكل يشبه سداسيات خلية النحل إلى حد ما) ومن ميزة تمر الرزيز أيضا أنه غنى بالسعرات الحرارية التي تساهم في تدفئة الجسم من البرد وتمده بطاقة وحيوية كبيرة. ومن أساسيات السفسيف أيضا أنه يعمل في موسم معين من السنة وهي عادة بعد صرام نخلة الرزيز مباشرة ويؤكل في وقت غير طويل حتى لا يفقد أيا من خصائصه المفيدة.
[email protected]